الخاصة ، وبذلك لا يكون حذف المتعلق مفيدا للعموم ، كما أنّ المقابلة بين المؤمنين والمؤمنات في التكليف ، لا يظهر منه أن كل واحد من الفريقين هو المقصود بموضع النظر مطلقا ، وربما جاءت بعض الأخبار الدالّة على أن متعلق وجوب الغضّ هو الفروج ، كما ورد في الكافي في روايته عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام من قوله ـ في مقام التفسير : ـ فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه (١).
وقد يتأيد ذلك بأن ذكر المتعلق في الجملة الثانية ، يدلّ على أنه هو المقصود من الجملة الأولى التي حذف فيها المتعلق.
* * *
حفظ الفروج
(وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) الظاهر من حفظ الفرج هو حفظه من الزنى ، ولكن وردت الأحاديث المتفرقة بأن المراد به هنا هو حفظه من النظر ، كما جاء الحديث عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : كل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنى إلا هذه الآية ، فإنها من النظر (٢). وروي ذلك عن ابن زيد ـ في ما نقله عنه صاحب الكشاف ـ قال : كل ما في القرآن من حفظ الفرج فهو عن الزنى إلا هذا فإنه أراد به الاستتار (٣).
وهو أمر قريب ، توحي به أجواء هذا الفصل من السورة ، الذي يدور الحديث فيه عن قضايا الستر والنظر ، في ما يأتي من تفاصيل الستر الذي أراده
__________________
(١) الكافي ، ج : ٢ ، ص : ٣٥ ، رواية : ١.
(٢) (م. ن) ، ج : ٢ ، ص : ٣٦ ، رواية : ١.
(٣) تفسير الكشاف ، ج : ٣ ، ص : ٦٠.