أو المفردات الأخرى التي يحتويها الوجود ، أن تكون في خدمة النظام العام للإنسان ، بدلا من أن يكون النظام في خدمتها ، لأن ذلك يسيء إلى تناسق الفن ، وجمالية الجمال ، في ما قد يؤدي إلى تشوية للصورة ، وقبح في الواقع.
أما حكاية العفة في داخل التجربة لا في خارجها ، فهو أمر صحيح ، ولكن لا بد من التربية التي تمنع الإنسان من السقوط في المحرقة ، ومن إسقاط التجربة ..
إن القيود الشرعية في دائرة العلاقات الإنسانية ، تستهدف ـ دائما ـ حماية الأجواء العامة من كل النتائج السلبية التي يمكن لها أن تحرك هذه العلاقات في دائرة الاهتزاز ، لا من موقع الثبات ، الأمر الذي يزيدها مناعة وقدرة على مواجهة كل الضغوط القاسية التي تختزن الرياح المجنونة في أكثر من أفق. ولهذا فإنها تنطلق في اتجاه تعميق التجربة في داخل الذات ، لا في اتجاه الهروب منها.
وهكذا نصل في ختام هذا العرض إلى نتيجة حاسمة ، وهي أن الأحكام المتعلقة بالنظر ، وبإبداء زينة المرأة ، ترتبط ارتباطا تاما بالفكرة العامة التي يريد الإسلام أن يثيرها في حياة الإنسان من أجل علاقة نظيفة ، وشخصية زكيّة ، وسلوك متوازن ، في مجتمع الرجل والمرأة ، فلا يجوز النظر إلى هذه التشريعات بشكل مجرد لفصلها عمّا ترتبط به عضويا من أشياء ، تماما كما في أية دراسة علمية لأيّ حكم إسلامي شرعي ، فإنه لا بد من التعرف على الدائرة التي يرتبط بها ويتحرك فيها من أجل فهم الخط العام الذي ينطلق فيه ويسير معه.
* * *