كثير من آفاقها عن صالح الإنسان الفرد ، وبين المصلحة الخاصة التي قد تلبي رغبته من جهة ، ولكنها تصدم كثيرا من الرغبات الأكثر أهمية وإلحاحا من جهة أخرى ، إن هذه المقارنة ستربطه بالواقع ، وتفتح عينيه على النتائج السلبية والإيجابية لمواقع الاختيار فيه إلى أن يكوّن قناعة نفسية ، بالمضمون الاجتماعي المنفتح على الحياة ، في موقع التحريم ، فلا يترك الامتناع عنه إلّا بعض الآثار الخفيفة التي تمرّ في منطقة الحس والشعور مرورا عابرا.
أما حكاية الجمال وتفاعله في الذوق الإنساني الفني أو الجمالي ، فلا تنحصر في هذه الدائرة الخاصة ، حيث يختلط الذوق بالغريزة ، والشعور الفني بالمشاعر الجنسية ، الأمر الذي ينعكس سلبا على السلامة الاجتماعية على مستوى المبادئ العامة ، ويجعل الحفاظ على القضية العامة مسئولية التشريع في تخفيف عوامل الانحراف من ساحات الواقع ، وتضييق الدوائر المعقّدة التي تسيء إلى النظام الأخلاقي العام.
إن الفن والجمال لا يمثلان قيمة مطلقة في نظر الإسلام ، بل يمثلان موقعين من مواقع الإبداع الذي يطلّ بالإنسان على الله وعلى الحياة من القاعدة الروحية الأخلاقية ، ولا يقترب به من الساحات التي تهتز فيها هذه القاعدة تماما ككل الأشياء الحلوة في الحياة التي لا بد للإنسان من أن يتذوق حلاوتها المعنوية والمادية ، بالطريقة التي لا تؤدي إلى سقوطه.
إن النظرة إلى الحياة لا يمكن أن تتحرك من مواقع المطلق في تقييم مفرداتها ومعطياتها ، لأن الحياة لا تختزن المطلق في وجودها ، بل تنطلق من خلال الحدود الموضوعة في أكثر من ساحة. لذا لا بد من مواجهة كل القضايا على الطريقة النسبية التي توازن بين حدّ وحدّ ، في تأثيره الإيجابي والسلبي على القضايا الكبرى في الحياة. وعلى ضوء هذا ، فإن على الفن أو الجمال ،