قسوة العقوبة : علامات استفهام وإجابات
وقد يثير البعض علامات استفهام كثيرة حول قسوة هذه العقوبة ، ومدى واقعيتها على ضوء تطور أساليب العقوبات في الواقع ، وعلى أساس التطور الحضاري لجهة احترام إنسانية الإنسان الذي يقضي بالتخفيف من قساوة ووحشية الوسائل التي تستخدم في عقابه ، فهي وسائل تستمد عنفها من أجواء العصور القديمة ، حيث كانت تواجه الجريمة بالعقوبة المباشرة ، بعيدا عن مراعاة القواعد النفسية التي تحددها دراسات التحليل النفسي.
وربما يتحدث البعض عن طبيعة الجريمة ، التي لا يراها بهذا الحجم من الأهمية ، لأنها تتصل بحرية الإنسان في التصرف بجسده ، كأيّة خصوصية من خصوصياته التي لا تهمّ المجتمع ، كما لا يهمّه ماذا يأكل كل فرد منه ، وماذا يشرب ، وما هي الطريقة التي يفعل بها ذلك .. إلا في الحالات التي تمثل فيه عدوانا على حقّ الآخرين ، كما إذا كان الزنى داخل الحياة الزوجية ، في ما يقتضيه من عدوان على الزوج ، أو على بيت الزوجية ، مما يؤدي إلى دراسة المسألة في نطاق محدود لا يرقى إلى هذا المستوى من العقوبة ، أو ما يقترب منها ..
قد يثير البعض مثل هذه التساؤلات حول هذا الحد الشرعي للزنى ، أو ما يماثله من الحدود الشرعية الأخرى ، لجرائم أخرى ..
ولكن للإسلام نظرة أخرى للمسألة ، ما يتصل بقسوة العقوبة ووحشيتها ، وفي ما يرتبط بطبيعة الجريمة ونتائجها وحجمها.
أما المسألة الأولى ، فقد تناولناها في الحديث في ما تقدم من تفسير ..