قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير من وحي القرآن [ ج ١٦ ]

118/386
*

التفتوا إلى خصائص هذه الأشياء لما وجدوا فيها ما يفرض عليهم الاعتقاد بألوهيتها ، بل هو الجهل والتخلف اللذان يصوّر ان لهم المسألة بصورة الحقيقة دون حجة أو أساس ، فهم يظلمون أنفسهم بالتزام عبادة هذه الأشياء التي تقودهم إلى الهلاك في الآخرة ، كما تقودهم إلى الانحراف عن خط الحق في الدنيا ، ويظلمون الحياة والناس عند ما يركزون خط السير في غير الاتجاه الذي يلتقي بوحدانية الله ، ويظلمون ربّهم عند ما يسيئون إليه ، ويبتعدون عن شكره والالتزام بتوحيده ، أداء لحقه عليهم ، (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) ، لأنهم سيواجهون الموقف وحدهم ، بعيدا عمّن يعبدونهم وينتصرون بهم ، لأن هؤلاء لن ينصروهم ولن ينصروا أنفسهم لعجزهم عن فعل ذلك ، ولافتقادهم القوّة الذاتية ، وسيقفون ـ وجها لوجه ـ أمام العذاب الذي حكم الله عليهم به ، ولن ينصرهم أحد منه.

* * *

وعد الله للذين كفروا

(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) دون لبس أو غموض ، وبوضوح يطل على الحقيقة ، فإذا بالكافرين ، بدلا من الانفتاح على تلك الآيات ونتيجة العقدة النفسية الخانقة التي تضغط عليهم ، يقفون حيارى بين إشراق الحقيقة على الفكر والروح وبين ظلمات ماضيهم وواقعهم ، فيحاولون الهرب من هذا الصراع الداخلي بمواجهة المؤمنين الذين أحرجوهم وحاصروهم بالحقّ القادم من وحي الله ، فإذا كانت المواجهة ، برزت في ملامحهم هذه الصورة ، (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) الذي يستبطن الرغبة في العدوان والتدمير ، ويعبّر عن الحقد والكراهية ، ونحو ذلك من المعاني التي تختزنها كلمة المنكر في مضمونها وإيحاءاتها ، (يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ