أساس الثقة المطلقة بحكمته في كل شيء ، وبذلك فإن العقيدة تثبّت له أقدامه على الأرض التي يحاول القلق الذاتيّ والخوف الوجداني من المجهول ، أن يهزها من تحت أقدامه ، وتوحي له بالثبات والاستقرار والاطمئنان.
* * *
التربص بإحدى الحسنيين
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) النصر أو الشهادة ، فما ذا تنتظرون منا عند ما نخوض الحرب ، فليست هناك سيئة تفرحون بها ، أو حسنة تتألّمون منها ، لتواجهوا الموقف من موقع النتائج السلبيّة أو الإيجابية من خلال مشاعركم الذاتيّة ، بل القضية بالنسبة إلينا ، تمثّل الخير كله والحسنة كلها ، لأن النصر إذا حصل ، كان التجسيد الحيّ للنتائج الإيجابيّة على مستوى الحياة الدنيا ، أمّا إذا كانت النتيجة هي الشهادة ، فإنها تمثل الفرح الروحي الذي يؤدّي بنا إلى الحصول على لطف الله وثوابه في الآخرة ، فليست هناك مشكلة بالنسبة إلينا ، بل هي الحسنة على كل حال. تلك هي القضية بالنسبة إلينا ، فلا موقع لشماتة في ما تواجهون به نتائج الفشل عندنا ، لأننا نتطلع إلى القضية من جانبها المشرق ، إذا كنتم تتطلعون إليها من جانبها المظلم. أمّا أنتم ، فما ذا تنتظرون ، وماذا ننتظر بكم؟ إنّكم اليائسون من روح الله ، المتمرّدون على أوامره ونواهيه ، المتحركون في الحياة على أساس الأسباب الماديّة المحدودة التي لا تحمل أيّ أفق ممدود خارج نطاق المألوف في آفاقها. إنّكم اللاعبون بالحياة وبالمسؤولية وبالإيمان ، فما ذا ننتظر بكم جزاء لأعمالكم وأوضاعكم؟ (وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ) وننتظر بكم (أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ) في الآخرة عقابا على معاصيكم في الدنيا (أَوْ بِأَيْدِينا) في ما نواجهكم به من