ونظير ذلك من القرآن ما حكى الله تعالى عن إبراهيم الخليل من قوله : (اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) (١) إلى قوله : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) (٢) وقوله عزوجل (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ. وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ. وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) (٣) ومثله قوله : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) (٤) إلى آخر الآية.
ومثله قوله : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) إلى قوله : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) (٥) ومثله قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ) (٦) ومنهم من لا يعد الاعتراض والرجوع من هذا الباب ، ومنهم من يفرده عنه كقول زهير :
قف بالديار التي لم يعفها القدم |
|
نعم وغيّرها الأرواح والدّيم |
وكقول الأعرابي :
أليس قليلا نظرة إن نظرتها |
|
إليك وكلّا ليس منك قليل |
وكقول ابن هرمة :
ليت حظى كلحظة العين منها |
|
وكثير منها القليل المهنّا |
ومن الرجوع قول القائل :
بكلّ تداوينا فلم يشف ما بنا |
|
على أنّ قرب الدار خير من البعد |
وقال الأعشى :
صرمت ولم أصرمكم وكصارم |
|
أخ قد طوى كشحا وآب ليذهبا |
وكقول بشار :
لي حيلة فيمن ينم |
|
م وليس في الكذّاب حيلة |
من كان يخلق ما يقو |
|
ل فحيلتي فيه قليله |
وقال آخر :
وما بي انتصار إن عدا الدهر ظالما |
|
عليّ ، بلى إن كان من عندك النصر |
__________________
(١) آية (١٦ ، ١٧) سورة العنكبوت.
(٢) آية (٢٤) سورة العنكبوت.
(٣) آية (١٩ : ٢١) سورة إبراهيم.
(٤) آية (٢٢) سورة يونس.
(٥) آية (١٧٥ ، ١٧٦) سورة الأعراف.
(٦) آية (٣٨ ، ٣٩) سورة المائدة.