ونحوه قول الله عزوجل : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ، يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) (١) ونحوه صحة التفسير كقول القائل :
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم |
|
ولي فرس للجهل بالجهل مسرج |
ومن البديع التكميل والتتميم كقول نافع بن خليفة :
رجال إذا لم يقبلوا الحق منهم |
|
ويعطوه عادوا بالسيوف القواطع |
وإنما تم جودة المعنى بقوله : ويعطوه ، وذلك كقول الله عزوجل (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (٢) إلى آخر الآية ثم قال (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (٣).
ومن البديع «الترصيع» وذلك من ألوان منها : قول امرئ القيس :
مخشّ مجشّ مقبل مدبر معا |
|
كتيس ظباء الحلّب في العدوان |
ومن ذلك كثير من مقدمات أبي نواس :
يا منّة امتنّها السّكر |
|
ما ينقضي منّي لها الشكر |
وكقوله ، وقد ذكرناه قبل هذا :
ديار نوار ما ديار نوار |
|
كسونك شجوا هنّ منه عوار |
ومن ذلك : «الترصيع» مع التجنيس كقول ابن المعتز :
ألم نجزع على الربع المحيل |
|
وأطلال وآثار محول |
ونظيره من القرآن كقوله : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ. وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) (٤) وقوله : (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) (٥) وكقوله : (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٦) وكقوله : (وَالطُّورِ. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) (٧) وقوله : (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً. فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) (٨) وقد أولع الشعراء بنحو هذا فأكثروا فيه ، ومنهم من اقتنع بالترصيع في
__________________
(١) آية (٢٥٧) سورة البقرة.
(٢) آية (٣٤) سورة لقمان.
(٣) آية (١٣) سورة الحجرات.
(٤) آية (١ ، ٢) سورة الأعراف.
(٥) آية (٢ ، ٣) سورة القلم.
(٦) آية (٧ ، ٨) سورة العاديات.
(٧) آية (١ ، ٢) سورة الطور.
(٨) آية (٣ ، ٤) سورة النازعات.