وكقول المتنبي :
وقد أراني الشباب الرّوح في بدني |
|
وقد أراني المشيب الرّوح في بدلي |
وقد قيل إن من هذا القبيل قوله عزوجل : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (١) وقوله تعالى : (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي. فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) (٢).
ويعدون من البديع المقابلة ، وهي أن يوفق بين معان ونظائرها ، والمضاد بضده ، وذلك مثل قول النابغة (٣) الجعدي :
فتى تم فيه ما يسرّ صديقه |
|
على أنّ فيه ما يسوء الأعاديا |
وقال تأبط شرا :
أهزّ به في ندوة الحي عطفه |
|
كما هزّ عطفي بالهجان الأوارك |
وكقول الآخر :
وإذا حديث ساءني لم أكتئب |
|
وإذا حديث سرّني لم أشرز |
وكقول الآخر :
وذي إخوة قطّعت أرحام بينهم |
|
كما تركوني واحدا لا أخاليا |
ونظيره من القرآن (ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ. ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) (٤).
ويعدون من البديع «الموازنة» ، وذلك كقول بعضهم : «اصبر على حرّ اللقا ومضض النزال وشدة المصاع».
وكقول امرئ القيس :
سليم الشّطا عبل الشّوى شنج النّسا |
|
له حجبات مشرفات على الفال |
ونظيره من القرآن : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ. وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ. وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (٥).
ويعدون من البديع المساواة ، وهي أن يكون اللفظ مساويا للمعنى ، لا يزيد عليه ولا
__________________
(١) آية (٣٧) سورة الأنبياء.
(٢) آية (١٤ ، ١٥) سورة الزمر.
(٣) النابغة الجعدي من «جعدة» قيس ، مخضرم ، قال الشعر في الجاهلية ، وسكت دهرا ، ثم نبغ في الإسلام. له ترجمة في : الأغاني ٤ / ١٢٨ ، وخزانة الأدب ١ / ٥١٢.
(٤) آية (٥٣ ، ٥٤) سورة النحل.
(٥) آية (١ : ٣) سورة البروج.