وقالوا : حمامات فحمّ لقاؤها |
|
وطلح فزيرت والمطىّ طلوح |
عقاب بأعقاب من النأى بعد ما |
|
جرت نية تنسى المحبّ طروح |
وقال صحابي :
هدهد فوق بانة |
|
هدى وبيان بالنجاح يلوح |
وقالوا : دم دامت مواثيق عهده |
|
ودام لنا حسن الصفاء صريح |
وقال آخر : «أقبلن من مصر يبارين البرى».
وقال القطامي :
ولما ردّها في الشّول شالت |
|
بذيّال يكون لها لفاعا |
وقد يكون التجنيس بزيادة حرف ؛ أو ما يقارب ذلك ، كقول البحتري :
هل لما فات من تلاف تلاف |
|
أم لشاك من الصبابة شاف؟ |
وقال ابن مقبل :
يمشين هيل النّقا مالت جوانبه |
|
ينهال حينا وينهاه الثّرى حينا |
وقال زهير :
هم يضربون حييك البيض إذ لحقوا |
|
لا ينكلون إذا ما استلحموا وحموا |
ومن ذلك قول أبي تمام :
يمدون من أيد عواص عواصم |
|
تصول بأسياف قواض قواضب |
وأبو نواس يقصد في مصراعى مقدمات شعره هذا الباب كقوله :
ألا دارها بالماء حتى تلينها |
|
فلن تكرم الصهباء حتى تهينها |
وكذلك قوله :
ديار نوار ما ديار نوار |
|
كسونك شجوا هنّ منه عوار |
وكقول ابن المعتز (١) :
سأثني على عهد المطيرة والقصر |
|
وأدعو لها بالساكنين وبالقطر |
وكقوله أيضا :
هي الدار إلا أنها منهم قفر |
|
وأنّي بها ثاو وأنهم سفر |
وكقوله :
للأمانيّ حديث [قد] يقر |
|
ويسوء الدهر من قد يسر |
__________________
(١) ابن المعتز هو : أبو العباس عبد الله بن المعتز بن المتوكل من أبناء الخلفاء العباسيين ، كان شاعرا مطبوعا مقتدرا على الشعر ، جيد القريحة. مات سنة (٢٩٦ ه). له ترجمة في : وفيات الأعيان ١ / ٢٥٨ ، والأغاني ٩ / ١٤٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٢١.