وكقول زهير وقد جمع فيه طباقين :
بعزمة مأمور مطيع وآمر |
|
مطاع فلا يلفى لحزمهم مثل |
وكقول الفرزدق :
والشيب ينهض في الشباب كأنه |
|
ليل يصيح بجانبيه نهار |
ومما قيل فيه ثلاث تطبيقات قول جرير :
وباسط خير فيكم بيمينه |
|
وقابض شر عنكم بشماليا |
وكقول رجل من بلعنبر :
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة |
|
ومن إساءة أهل السوء إحسانا |
وروي عن الحسن (١) بن علي رضي الله عنهما أنه تمثل بقول القائل :
فلا الجود يفنى المال والجدّ مقبل |
|
ولا البخل يبقى المال والجدّ مدبر |
وكقول الآخر :
فسرّي كإعلاني وتلك سجيّتي |
|
وظلمة ليلي مثل ضوء نهاريا |
وكقول قيس (٢) بن الخطيم :
إذا أنت لم تنفع فضرّ ؛ فإنما |
|
يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفعا |
وكقول السموأل :
وما ضرنا أنا قليل وجارنا |
|
عزيز وجار الأكثرين ذليل |
فهذا باب يرونه من البديع.
وباب آخر وهو «التجنيس» ؛ ومعنى ذلك : أن تأتي بكلمتين متجانستين ، فمنه ما تكون الكلمة في تجانس الأخرى في تأليف حروفها ، وإليه ذهب الخليل.
ومنهم من زعم أن المجانسة أن تشترك اللفظتان على جهة الاشتقاق كقوله عزوجل : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) (٣) وكقوله : (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ) (٤) وكقوله : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) (٥) وكقوله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ
__________________
(١) الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي سبط رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وريحانته في الدنيا ، وأحد سيدي شباب أهل الجنة. روى عن جده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان أشبه الناس به. له ترجمة في : تهذيب التهذيب ٢٠ / ٢٥٧ ـ ٢٦١ / ٥٢٨.
(٢) قيس بن الخطيم ، كان شاعرا فارسا من الأوس. مات سنة (٦١٢ م). له ترجمة في : الأغاني ٢ / ١٥٩ ، والجمهرة (١٢٣) ، وخزانة الأدب ٣ / ١٦٨.
(٣) آية (٤٢) سورة الروم.
(٤) آية (٤٤) سورة النمل.
(٥) آية (٨٤) سورة يوسف.