وزاد في تقبيح ذلك وقوعه في أبيات فيها :
فقد طوّفت في الآفاق حتّى |
|
رضيت من الغنيمة بالإياب |
وكل مكارم الأخلاق صارت |
|
إليه همّتي وبه اكتسابي |
وكقوله في قصيدة قالها في نهاية السقوط :
أزمان فوها كلما نبهتها |
|
كالمسك فاح وظل في القدّام |
أفلا ترى أظعانهنّ بواكرا |
|
كالنّخل من شوكان حين صرام |
وكأن شاربها أصاب لسانه |
|
موم يخالط جسمه بسقام |
وكقوله :
لم يفعلوا فعل آل حنظلة |
|
إنهم جير بئسما ائتمروا |
لا حميريّ وفى ولا عدس ولا اس |
|
ت غير يحكّها الثّفر |
إن بنى عوف ابتنوا حسبا |
|
ضيّعه الداخلون إذ غدروا |
وكقوله :
أبلغ شهابا وأبلغ |
|
هل أتاك الحيز مال |
إنا تركنا منكم قتلى |
|
بخوعي وسبيا كالسعالي |
يمشين بين رحالنا |
|
معترفات بجوع وهزال |
ولم يقع مثل ذلك له وحده فقد قال الأعشى (١) :
فأدخلك الله برد الجنان |
|
جذلان في مدخل طيب |
وقال أيضا :
فرميت غفلة عينه عن شأنه |
|
فأصبت حبة قلبها وطحالها |
وقال في فرسه :
ويأمر لليحموم كل عشيّة |
|
بقتّ وتعليق فقد كاد يسنق |
وقال : «شاو مشلّ شلول شلشل شول».
وهذه الألفاظ في معنى واحد وقد وقع لزهير (٢) نحوه كقوله :
فأقسمت جهدا بالمنازل من منى |
|
وما سحفت فيه المقاديم والقمل |
كيف يقال هذا في قصيدة يقول فيها :
وهل ينبت الخطى إلا وشيجه |
|
وتغرس إلا في منابتها النّخل |
__________________
(١) سبقت ترجمته.
(٢) سبقت ترجمته.