يقول : تريك عرضها وهي في الرّسن ، وقال أبو عمرو : يعني إذا أخذت الثريا في وسط السماء كما يأخذ الوشاح وسط المرأة ، والأشبه عندنا أن البيت غير معيب من حيث عابوه به ، وأنه من محاسن هذه القصيدة ، ولو لا أبيات عدة فيه لقابله ما شئت من شعر غيره. ولكن لم يأت فيه بما يفوت الشأو ويستولي على الأمد.
أنت تعلم أنه ليس للمتقدمين ولا للمتأخرين في وصف شيء من النجوم ، مثل ما في وصف الثريا. وكلّ قد أبدع فيه وأحسن ، فإما أن يكون قد عارضه أو زاد عليه ، فمن ذلك قول ذي الرمة (١) :
وردت اعتسافا والثريا كأنها |
|
على قمة الرأس ابن ماء محلّق |
ومن ذلك قول ابن المعتز (٢) :
وترى الثريا في السماء كأنها |
|
بيضات أدحيّ يلحن بفدفد |
وكقوله :
كأن الثريا في أواخر ليلها |
|
تفتّح نور أو لجام مفضّض |
وقوله أيضا :
فناولنيها والثريا كأنها |
|
جنى نرجس حيا الندامى به السّاقي |
وقول الأشهب بن رميلة :
ولاحت لساريها الثريا كأنها |
|
لدى الأفق الغربي قرط مسلسل |
ولابن المعتز :
وقد هوى النجم والجوزاء تتبعه |
|
كذات قرط أرادته وقد سقطا |
أخذه من ابن الرومي في قوله :
طيّب ريقه إذ ذقت فاه |
|
والثّريا بجانب الغرب قرط |
ولابن المعتز :
قد سقاني المدام والص |
|
بح بالليل مؤتزر |
والثّريّا كنور غص |
|
ن على الأرض قد نثر |
وقوله :
ونروم الثريّا |
|
في السماء مراما |
كانكباب طمر |
|
كاد يلقي لجاما |
__________________
(١) سبقت ترجمته.
(٢) سبقت ترجمته.