وقال سهل : إن اليقين أوتاد قلوب العارفين وأرواح المشتاقين ، كما أن جبال الدنيا مع جبل ق أوتاد الأرضين قوام للعالمين ، ثم زاد قوة قلبك حيث قال تعالى : (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) [الحشر : ٢١] وقد أنزلته على قلوبهم حفظا وعليكم أمرا ، فلم يؤثر حمله فيكم لحفظي إياكم ولطفي ونظري إليكم.
ثم قال : انتهت عقول المؤمنين سائرة إلى العرش فسلمت وحفت بظرائف حكمه وفنون بره ، وسارت عقول المنافقين ، فلما بلغت رامت الغيوب ، فردت منكسة ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) [٨٨ ، ١٤٣].
قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) [١٧١] قال : أي لا تجاوزوا دينكم بالبدع ، وتعدلوا عن الحق ، وهو الكتاب والسنة والإجماع ، ميلا إلى هوى نفوسكم.
وقال : قوام الدين والدنيا في ثلاث : العلم والأدب والمبادرة ، وهلاك الدين والدنيا في ثلاث : الجهل والخرق والكسل.
وسمعته مرة أخرى يقول (١) : أربع من دعائم الدين : القيام بالحق على نفسك وغيرها ، والقعود عن باطل نفسك وغيرها ، والمودة لأهل طاعة الله ، والبغض لأهل معصيته.
__________________
(١) الحلية ١٠ / ١٩١.