الفكرية والروحية بالمواقف العملية في خطّ العلاقات الإنسانية ، وتنطلق فيها المشاعر بالخطوط المتحركة في المجال الحياتي الذي يحكم الموقف والسلوك ، وتتحوّل علاقة الإنسان بالله إلى علاقة حبّ من نوع جديد لا يخضع للانفعال الساذج ، بل يعيش مع الخط المستقيم الذي يواجه الإنسان بالنتائج الإيجابية في الدنيا والآخرة.
* * *
التربية على حبّ الله
أمّا المعطيات التي يمكن الاستفادة منها في خطواتنا الإسلامية العملية ، فيمكن أن نلخّصها في نقاط :
١ ـ التأكيد على المؤمنين بأن الفواصل الفكرية ، تمثل عناصر أساسية في تكوين الشخصية وتميّزها ، وتخلق في داخل الإنسان جوّا عاطفيا جديدا ، يحدد نوع العلاقات تبعا لانسجامها مع الخطوط الفكرية وابتعادها عنها ، من دون أن يعني ذلك عقدة سلبيّة ضدّ اللقاء في المواقف المشتركة أو في المصالح المشتركة في المجتمعات المتعددة الاتجاهات ، لأن هناك فرقا بين تحطيم الحواجز النفسية أمام الأفكار المتعددة ، وبين تحطيمها أمام المواقف الموحّدة ، فإن الأول يمثل ضياع خطوط الفكرة وتمييعها ، بينما يمثّل الثاني حركة الفكرة ومرونتها وإيجابيّتها في خطواتها العملية نحو الهدف الكبير في مراحله المتنوّعة.
٢ ـ الاستفادة من الأسلوب القرآني الوعظي الذي لا يقدّم الفكرة مجرّدة عن دلالاتها الإيمانية ، بل يحشد في داخلها وفي خطواتها ، كل الأجواء التي يلتقي فيها الإنسان بالله واليوم الآخر في أساليب تحذيرية