(عَلى عُرُوشِها) : سقوفها و (خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) ساقطة على أبنيتها وسقوفها ، كأن سقوفها سقطت ثم وقع البناء عليها.
(لَمْ يَتَسَنَّهْ) : أي لم يتغير بمرور السنين عليه ، ولم تذهب طراوته.
(نُنْشِزُها) : نحركها ونرفع بعضها إلى بعض للتركيب من النشز ، وهو المرتفع من الأرض ، ويعبّر عن الإحياء بالنشز والإنشاز ، لكونه ارتفاعا بعد اتضاع ، ونشوز المرأة بغضها لزوجها ورفع نفسها وتكبّرها.
* * *
قدرة الله في إحياء الموتى
وهذه قصة من قصص القرآن التي تدخل في نطاق الغيب ، باعتبار أنها تتحدث عن حوادث خارقة للعادة ، وذلك في ما تحدثنا به عن إنسان ، يجمل القرآن اسمه ويهمل الحديث عن طبيعته الذاتية ، من حيث هو نبيّ أو إنسان عاديّ مؤمن أو مرتاب ، لأن ذلك كله لا يدخل في القيمة الإيحائية للقصة ، وهي التأكيد على قدرة الله على إحياء الموتى من خلال تجربة عاشها هذا الإنسان بشكل خارق للعادة ، فقد مرّ على قرية متهدمة خالية من أهلها ، ليس فيها شيء يوحي بالحياة. لا شيء هناك إلا الموت والصمت ، ومرّت في ذهنه خاطرة ، وقفز إلى فكره تساؤل ، تماما ، كما يخطر للإنسان السؤال الحائر من دون اختيار ، أو مع الاختيار ، انطلاقا من صراع الإنسان الدائم بين ما يوحي به العقل من إمكان كل شيء لم تثبت استحالته ، حتى لو لم يكن مألوفا ، وبين ما تفرضه الألفة من استبعاد كل شيء لم يمرّ على حواس الإنسان في ما يراه أو يلمسه أو يسمعه ، فتساءل : كيف يحيي هذه الله بعد موتها ، فهل هذا التساؤل مظهر إيمان يبحث عن المزيد من طمأنينة الحسّ ،