اللغوي ، بحيث يفهم المعاني من الألفاظ من خلال أسرار اللغة في دقائقها وتنوعاتها ، ومن خلال الذهنية المنفتحة على حقائق الكون والحياة والإنسان ؛ الأمر الذي يملك معه فهم القرآن في الجانب اللغوي والفكري والعملي معا في كل آياته المحكمة والمتشابهة.
* * *
المنحرفون يفسرون القرآن بأهوائهم
وهذا ما يحمي الإنسان من الانحراف في وعي الأسلوب القرآني في الفهم والتفسير ، فيبتعد به عن الطريقة التي يتأوّل بها اللفظ الدال على معنى في غير الاتجاه الذي انطلق فيه ، من غير دليل قرآني يوحي به أو يدل عليه ، لأنه يريد أن يجعل القرآن حجة على ما يفكر به أو ينتمي إليه ، فيستغلّ قابلية اللفظ له ، فيحمله عليه ، في الوقت الذي لا يستطيع القارئ الواعي أن يفهم منه ذلك بطريقة طبيعية. (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) وميل عن خط التوازن في الفكر والاستقامة في الخط ، من هؤلاء الذين يعيشون الارتباك الفكري والقلق الروحي والضياع العملي ، فلا يلجأون إلى ركن وثيق من الحجة القاطعة الواضحة ، ولا ينطلقون من فكر عميق واسع ، ومن خط مستقيم واضح ، فهم لا يتحركون من موقع إيمانهم بالحقيقة الواقعية التي تناديهم في إيحاءاتها الفكرية الإنسانية للبحث عنها والسعي إليها ، بل يتحركون من خلال تلبية حاجاتهم ، وتحريك أطماعهم وتوجيه طموحاتهم نحو الأهداف الخبيثة ، فيبحثون عن أيّ مبرر للحصول على ما يريدون ، بعيدا عن الشروط الأخلاقية لذلك ، لأن المهمّ لديهم أن يقدّموا بين أيديهم أيّة حجة في الصورة الظاهرة حتى لو كانت غير مقنعة ، لأن قناعة الآخرين ليست الهدف لهم ، بل الهدف الأساس هو تضليلهم وتوجيههم نحو الانحراف عن الخط