الباطني الرمزي ، بل على نحو التفسير الذي يتناسب فيه اللفظ والمعنى بالمقارنة مع نص آخر واضح الدلالة على المطلوب.
وربما أطلق التأويل والباطن على استيحاء المعنى الذي نزلت الآية فيه إلى أجواء شاملة يمتد بها إلى كل ما يماثله في حركة المستقبل في حقائق الحياة. وبهذا كثرت الأحاديث عن هذا الموضوع بأسلوب أن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر والليل والنهار.
* * *
المتشابه والمجمل
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ) يا محمد (الْكِتابَ) القرآن الذي أراده الله هدى للناس في انفتاح آياته على آفاق المعرفة وحقائق العقيدة ودقائق الأشياء ، وفي تنوع أساليب دلالاتها على الفكرة من خلال خصائص اللغة العربية التي تتنوع دلالات ألفاظها على المعاني من حيث الوضوح والخفاء تبعا لحاجات التعبير التي تختلف فيها الحقيقة عن المجاز ، وتتنوع فيها عناوين الاستعارة والكناية في الأساليب البلاغية التي تمنح الكلام رونقا وحلاوة وحركة فنيّة ، قد تتعب الفكر في استجلاء المعنى ، ولكنها تبتعد به عن متاهات الاحتمالات ، لأنها ترتكز على الحقيقة الواضحة في إرجاعها إلى معانيها الأصلية في الحقائق القرآنية الواضحة. (مِنْهُ) ، أي من الكتاب ، (آياتٌ مُحْكَماتٌ) واضحات الدلالة على المعاني ، فلا مجال فيها لأيّ لبس في التفسير ولأيّ غموض في المعنى أو أيّ احتمال بعيد.