هذه البداية ، نجد الجوّ النفسي الذي تتنوّع فيه المشاعر لتوجّه الإنسان إلى السورة التي تشتمل على حكايات الرسل وتفاصيل ما أنزل إليهم ، وحركة الإنسان في طريق الهدى والضلال ، وحركة العقيدة وما واجهها من صراع ضد المتمردين والكافرين والضالين.
* * *
القرآن ... الحقيقة بأصفى معانيها
(الم) من الحروف المقطعة التي ورد الحديث عنها في أوائل سورة البقرة. (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الواحد الأحد المتفرد بالألوهية والربوبية المهيمن على كل شيء لأنه الخالق لكل شيء ، فلا إله غيره ولا ربّ سواه ، (الْحَيُ) في العمق العميق للحياة التي هي سرّ ذاته ، فلم تحصل له من أية قوة أخرى ولا تتبدل إلى موت ، بخلاف حياة الأحياء كلها المستمدة من إرادته ، فتتحرك من خلال مشيئته وتموت إذا أراد لها الموت (الْقَيُّومُ) القائم على كل شيء بالحفظ والتدبير والرعاية ، فله الأمر كله في الوجود كله في كل شيء من شؤونه ، فهو القيّم على النظام الكوني في جميع مفرداته من حيث إنه الذي خلقه ودبّره ونظمه وأعطاه سرّ التجدد والبقاء من خلال علمه الذي يفيض على الأشياء بكل أسرارها ومن خلال قدرته التي تمنح الوجود كل إرادتها في معنى الحكمة والتدبير.
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ) وهو القرآن (بِالْحَقِ) لأنه وحيك الذي يمثل الحقيقة بأصفى معانيها ، وأعمق أسرارها ، وصدق مضمونها ، وامتداد إيحاءاتها ، ولأن الله هو الحق وما يدعون من دونه هو الباطل ، فلا يصدر عنه إلا الحق الذي يهدي إليه من يشاء من عباده لينفتحوا عليه وليهتدوا إليه