تكاليفه الشرعية الذي أدى إليها ترك التحفظ عن النسيان ، ففي مثل ذلك ، قد يكون الترك اختياريا باختيارية مقدماته ، وذلك إذا أوجب الله عليه التحفظ عن النسيان بالتحفظ عما يوجبه ، فيكون رفع المؤاخذة عنه برفع وجوب التحفظ عليه ... وقد تحدّث الأصوليون عن هذا الموضوع تفصيليا في مناقشتهم لحديث الرفع المشهور.
٣ ـ كيف يطلب المؤمنون من الله أن لا يحمّلهم ما لا طاقة لهم به ، في الوقت الذي نعرف فيه قبح التكليف بغير المقدور ، ولا يمكن صدور القبيح من الله ، فلا يمكن أن يحمّلهم الله إيّاه ليطلبوا رفعه عنه ...
وأجيب عنه ، بأن من الممكن أن يكون المراد به ما لا يطاق بحسب العادة لا بحسب الحقيقة ، وهو الذي يقترب من مفهوم الحرج الشديد ، ويمكن أن يكون إشارة إلى العذاب الذي لا يطاق ، لا إلى التكليف ؛ والله العالم.
٤ ـ إن الله قد قرّر في هذه الآية ـ بأسلوب الجملة الاعتراضية ـ الحقيقة الإلهية المستمدة من عدل الله تعالى ، وهي أن الله لا يكلف الإنسان إلا بمقدار طاقته ووسعه ... وفي هذا النطاق الذي تتحرك من خلاله القدرة ، يواجه الإنسان المسؤولية ، فله الثواب من الله بما كسبه من طاعة وخير ، وعليه العقاب مما اكتسبه من معصية وشر. وفي ضوء ذلك ، كان الدعاء يتحرك في أجواء الحالات التي يشعر فيها الإنسان بالحاجة إلى المغفرة ، أو التي يشعر فيها بالحاجة إلى أن يبقى التكليف في نطاق القدرة.
٥ ـ ربما نستوحي من هذه الآية أنها تمثل التلخيص للأجواء العقيدية