تشرق من خلالهم في قلوب الآخرين. أما الحالة الثانية ، فتتمثل بالجوانب الاستغلالية أو التجارية التي تدفع الإنسان إلى البحث عن عناصر الإثارة التي لا يقتنع بها من أجل إثارة الناس بعيدا عن جانب المصلحة الحقيقية في أمورهم العامة.
إن الله سبحانه يريد أن يوحي بأنّ الرسول كان أوّل مؤمن برسالته ، ليقول لنا ، إنّ على الداعية أن يعمّق الإيمان في نفسه قبل أن ينطلق في رسالته ، لتكون بداية خط الإيمان منطلقة من نقطة الإيمان في روحه وفكره وحياته ، لأن ذلك هو سبيل الصدق الذي ينبغي للإنسان أن يعيشه في القول والعمل ، وقد جاء في بعض الآيات الكريمة التأكيد على هذا الجانب في الرسول ، وذلك قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) [الزمر : ٣٣] ، وقد درج القرآن الكريم في أسلوبه التربوي على أن يقدّم للمؤمنين شخصية الرسول في صفاته وخطواته العملية كنموذج حي في التأكيد على عظمة بعض الأشياء وخطورتها ، فكان يخاطب الأمة من خلال خطاب النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم.
* * *
المؤاخذة على النسيان
٢ ـ لقد تحدث الله عن دعاء المؤمنين بأن لا يؤاخذهم بما أخطئوا أو عصوا فيه عن نسيان ، مما يعني أن النسيان قد يقتضي المؤاخذة ، مع أن الناسي غافل لا يمكن توجيه التكليف إليه ، فكيف يمكن أن يعاقب على ذلك؟!
ويجاب عن ذلك ، أن النسيان قد يصدر من حالة غير طبيعية أو اختيارية ، فتلك لا يؤاخذ عليها الإنسان ، بل يؤاخذ على اللامبالاة في