دعاءهم ، فرفع عنهم الخطأ والنسيان في ما حدثنا به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الرفع المعروف ، كما رفع عنهم ما لا يطيقون مما يثقل عليهم تحمله من خلال الوضع العادي للطاقة ولم يجعل عليهم في الدّين من حرج ... وينتهي الدعاء بالطلب الخاشع للعفو والمغفرة عن كل ذنب ، وتستيقظ في قلوبهم الحقيقة الحاسمة المشرقة ... (أَنْتَ مَوْلانا) فالله هو مولى المؤمنين الذي ينصرهم ويؤيّدهم ليشفي صدورهم ويرعاهم برعايته ، فيلتفتون إلى جنود الكفر من حولهم ، في معركة الكفر والإيمان ، فيشعرون بالحاجة إلى القوة التي تحميهم من نقاط الضعف ، فيلجئون إليه ليطلبوا منه النصرة على القوم الكافرين ، في حربهم المقدسة التي يخوضونها ضدهم دفاعا عن دينه ، وجهادا في سبيله ...
* * *
إيمان الرسول بما أنزل إليه من الله
(آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) فهو المؤمن الأوّل الذي انطلق برسالته التي تلقّاها من ربه من خلال قناعته العميقة بأنه هو الحق الذي لا يقترب إليه الشك ، لأن الله لا يريد للرسول أن يدعو الناس إلى الإيمان الأعمى قبل الانفتاح على الدين في وضوح الرؤية ، وسعة الأفق ، وصدق الفكر والشعور ، والتزام الموقف الحق ، فلا معنى لرسالة يشكّ رسولها في صدقها ، وكيف يمكن لمن لا يملك القناعة أن يقنع الآخرين بقناعاته ، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
(وَالْمُؤْمِنُونَ) الذين تلقّوا الدعوة فأصغوا إليها بمسامع قلوبهم وفكروا