المفرد أو المثنى. ولعل هذا الوجه أقرب مما ذكرناه أولا في توجيه الآية ـ وإن كان محتملا ـ لأن الملحوظ فيه هو الإضرار بالشاهد والكاتب بعد الشهادة أو الكتابة من قبل الناس الذين يتضررون منهما ، بينما الظاهر أن الفقرة واردة في المنع من الضغط الذي يوجّه إلى الكاتب أو الشاهد عند دعوتهما إلى ذلك ، فلا يجوز تعجيلهما بتعطيلهما عن أشغالهما المهمّة ، أو لا يعطى الكاتب حقه من الجعل أو يحمّل الشاهد مؤنة مجيئه من بلده ـ كما جاء في الكشاف ـ والله العالم (١).
(وَاتَّقُوا اللهَ) فإنه أساس النجاة في الدنيا والآخرة ، فلا بد لكم من اتباع أوامره ونواهيه وتعاليمه وتشريعاته لتحصلوا على رضوانه الذي هو غاية الغايات للمؤمنين.
(وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فهو الذي يفتح لكم أبواب المعرفة ، ويقودكم إلى الوضوح في الرؤية من خلال علمه في ما هيّأه لكم من وسائل العلم الذاتية ، وفي ما أوحى به إليكم من خلال رسله ، وأنتم لا تعلمون شيئا من ذلك ، فاشكروه على ما علمكم وأطيعوه في ما أراد لكم من العمل بما علمكم إياه.
* * *
الله لا يغلق أبواب الوثاقة الذاتية
(* وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) فإن الرهن وثيقة للدّين ، كما هي الكتابة والشهادة ، فقد تمس الحاجة إليه في بعض الحالات
__________________
(١) تفسير الكشاف ، ج : ١ ، ص : ٤٠٤.