يزحفون نحوه (١).
٢٠ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى علىّ بن حنظلة بن أسعد الشبامى ، عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قتل يقال له كثير بن عبد الله الشعبى ، قال : لما زحفنا قبل الحسين خرج إلينا زهير بن قين على فرس له ذنوب ، شاك فى السلاح ، فقال : يا أهل الكوفة ، نذار لكم من عذاب الله نذار! إنّ حقّا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن حتّى الآن إخوة ، وعلى دين واحد وملّة واحدة ، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم للنصيحة منا أهل ، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة ، وكنا أمّة وأنتم أمّة.
إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، إنّا ندعوكم الى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد ، فانّكم لا تدركون منهما الّا بسوء عمر سلطانهما كلّه ، ليسملان أعينكم ويقطّعان أيديكم وأرجلكم ، ويمثّلان بكم ، ويرفعانكم على جذوع النخل ، ويقتّلان أماثلكم وقرّاءكم ، أمثال حجر بن عدىّ وأصحابه ، وهانى بن عروة وأشباهه ، قال : فسبّوه ، وأثنوا على عبيد الله بن زياد ، ودعوا له وقالوا : والله لا نبرح حتّى نقتل صاحبك ومن معه ، أو نبعث به وبأصحابه الى الأمير عبيد الله سلما.
فقال لهم : عباد الله ، إنّ ولد فاطمة رضوان الله عليها أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة ، فان لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم ، فخلّوا بين الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية ، فلعمرى إنّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، قال : فرماه شمر بن ذى الجوشن بسهم وقال : اسكت أسكت الله نامتك ، أبرمتنا بكثرة كلامك! فقال له زهير : يا ابن البوّال على عقبيه ، ما ايّاك أخاطب ، إنّما أنت
__________________
(١) تاريخ الطبرى ٥ / ٤٢٣