كثير بن شهاب الحارثى وأمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج ، فيخذل الناس عن ابن عقيل ، ويخوفهم الحرب وعقوبة السلطان فأقبل أهل الكوفة يفترون على ابن زياد وأبيه (١)
١٣ ـ عنه قال أبو مخنف : فحدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن عبد الله بن حازم البكرى ، قال : أشرف علينا الاشراف وكان أوّل من تكلّم كثير بن شهاب ، فقال : أيّها الناس الحقوا بأهاليكم ولا تعجلوا انتشروا ولا تعرضوا أنفسكم للقتل ، فهذه جنود أمير المؤمنين يزيد أقبلت وقد أعطى الله الامير عهدا لئن أقمتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم هذه أن يحرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتليكم فى مغازى الشام على غير طمع ويأخذ البريء بالسقيم ، والشاهد بالغائب ، حتّى لا يبقى فيكم بقية من أهل المعصية الا أذاقها وبال ما جنت. وتكلّم الاشراف بنحو من كلام كثير ، فلمّا سمع الناس مقالتهم تفرقوا(٢)
١٤ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى المجالد بن سعيد : أن المرأة كانت تأتى ابنها وأخاها فتقول : انصرف ، الناس يكفونك ويجىء الرجل الى ابنه وأخيه فيقول : غدا يأتيك أهل الشام ، فما تصنع بالحرب والشرّ؟ انصرف فما زالوا يتفرقون وينصرفون حتّى امسى ابن عقيل ، وما معه الّا ثلاثون نفسا حتّى صلّيت المغرب فخرج متوجّها نحو أبواب كندة ، فما بلغ الابواب الّا ومعه منها عشرة ، ثمّ خرج من الباب فاذا ليس معه منهم إنسان.
فمضى متلددا فى أزقة الكوفة ، لا يدرى أين يذهب حتّى خرج الى دور بنى بجيلة من كندة فمضى حتّى أتى باب امرأة يقال لها طوعة ، أم ولد كانت للأشعث وأعتقها فتزوّج بها أسيد الحضرمى ، فولدت له بلالا وكان بلال قد خرج مع الناس و
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٦٦.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٦٧.