فى الدار؟ فأعلمته وأمرته بالكتمان.
ثمّ انّ ابن زياد لما فقد الاصوات ظنّ أنّ القوم دخلوا المسجد فقال : انظروا هل ترون فى المسجد أحدا؟ ـ وكان المسجد مع القصر ـ فنظروا فلم يروا أحدا وجعلوا يشعلون أطناب القصب ، ثمّ يقذفون بها فى رحبة المسجد ليضىء لهم فتبيّنوا فلم يروا أحدا ، فقال ابن زياد : انّ القوم قد خذلوا وأسلموا مسلما وانصرفوا. فخرج فيمن كان معه وجلس فى المسجد ، ووضعت الشموع والقناديل وأمر مناديا فنادى بالكوفة ألا برئت الذمة من رجل من العرفاء والشرط والحرس لم يحضر المسجد.
فاجتمع الناس ثمّ قال : يا حصين بن نمير ـ وكان على الشرطة ـ ثكلتك امّك ان ضاع باب سكّة من سكك الكوفة ، فاذا أصبحت فاستقرّ الدور ، دارا ، دارا ، حتّى تقع عليه ، وصلّى ابن زياد العشاء فى المسجد ، ثمّ دخل القصر ، فلمّا أصبح جلس للناس ، فدخلوا عليه ، ودخل فى أوائلهم محمّد بن الاشعث ، فأقعده معه على سريره ، وأقبل ابن تلك المرأة الّتي مسلم فى بيتها الى عبد الرحمن بن محمّد بن الاشعث ، وهو حينئذ غلام حين راهق ـ فأخبره بمكان مسلم عنده.
فأقبل عبد الرحمن الى أبيه محمّد بن الاشعث ، وهو جالس مع ابن زياد ، فأسرّ إليه الخبر ، فقال ابن زياد : ما سارّ به ابنك؟ قال أخبرنى أن مسلم بن عقيل فى بعض دورنا فقال : انطلق ، فأتنى به الساعة ، وقال لعبيد بن حريث : ابعث مائة رجل من قريش وكره أن يبعث إليه غير قريش خوفا من العصبية أن تقع ، فأقبلوا حى أتوا الدار الّتي فيها مسلم بن عقيل ، ففتحوها ، فقاتلهم ، فرمى ، فكسر فوه ، وأخذ ، فأتى ببغلة فركبها ، فصاروا به الى ابن زياد.
فلمّا ادخل عليه ، وقد اكتنفه الجلاوزة قالوا له : سلّم على الامير قال : إن كان الأمير يريد قتلى ، فما انتفع بسلام عليه ، وإن كان لم يرد فسيكثر عليه سلامى. قال