مائة ألف كلهم يموت دونك. وقد جمع الله لك أمر الناس.
فقال : يا سفيان ، إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسّكنا به ، وإني سمعت عليا يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السّرم ، ضخم البلعوم ، يأكل ولا يشبع (١) ، لا ينظر الله إليه ، ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ، ولا في الأرض ناصر ، وإنه لمعاوية ، وإني عرفت أن الله بالغ أمره.
ثم أذّن المؤذن ، فقمنا على حالب يحلب ناقة ، فتناول الإناء ، فشرب قائما [ثم سقاني] ، فخرجنا نمشي إلى المسجد ، فقال لي : ما جاءنا بك يا سفيان؟ قلت : حبكم ، والذي بعث محمدا للهدى ودين الحق. قال : فأبشر يا سفيان ، فإني سمعت عليّا يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : يرد عليّ الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين ، يعني السبّابتين. ولو شئت لقلت هاتين يعني السبابة والوسطى ، إحداهما تفضّل على الأخرى ، أبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد صلّى الله عليه وآله وسلم. هذا لفظ أبي عبيد.
وفي حديث محمد بن الحسين ، وعلي بن العباس بعض هذا الكلام موقوفا عن الحسن غير مرفوع إلى النبي (ص) إلّا في ذكر معاوية فقط (٢).
(رجع الحديث إلى خبر الحسن عليه السلام)
قال : وسار معاوية حتى نزل النّخيلة ، وجمع الناس بها فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة لم ينقلها أحد من الرواة تامة ، وجاءت مقطعة في الحديث ، وسنذكر ما انتهى إلينا من ذلك.
فحدّثني أحمد بن عبيد الله بن عمّار ، قال : حدّثني أحمد بن بشر (٣) عن الفضل بن الحسن وعيسى بن مهران ، قالوا : حدّثنا علي بن الجعد ، قال :
__________________
(١) في ميزان الاعتدال ١ / ٣٩٧ «قال سفيان مجهول والخبر منكر».
(٢) راجع ابن أبي الحديد ٤ / ١٦.
(٣) في ط وق «ابن بشير والفضل».