أثارت عليها شفرة بكراعها |
|
فظلّت بها من آخر الليل تنحر |
شمتّ بقوم من (١) صديقك أهلكوا |
|
أصابهم يوم من الدهر أصفر (٢) |
فأجابه معاوية :
أما بعد ، فإن الحسن بن علي قد كتب إليّ بنحو ما كتبت به ، وأنبأني بما لم أجز (٣) ظنا وسوء رأي ، وإنك لم تصب مثلكم ومثلي ولكن مثلنا ما قاله طارق الخزاعي يجيب أمية عن هذا الشعر (٤) :
فو الله ما أدري وإني لصادق |
|
إلى أيّ من يظنّني (٥) أتعذّر |
أعنّف أن كانت زبينة أهلكت |
|
ونال بني لحيان شرّ فأنفروا (٦) |
قال أبو الفرج :
وكان أوّل شيء أحدث الحسن أنه زاد المقاتلة (٧) مائة مائة ، وقد كان عليّ فعل ذلك يوم الجمل ، والحسن فعله على حال الاستخلاف ، فتبعه الخلفاء من بعد ذلك.
وكتب الحسن إلى معاوية مع جندب (٨) بن عبد الله الأزدي :
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله الحسن أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، سلام عليك ،
__________________
(١) في الأغاني «بقوم هم صديقك» ..
(٢) في الأصول وابن أبي الحديد «من الدهر أصفر» وفي الأغاني «أعسر» وفيه أيضا «أصعر».
(٣) كذا في الأصول والأغاني وفي ابن أبي الحديد «بما لم يحقق سوء ظن ورأي فيّ».
(٤) في الأغاني ١٨ / ١٦١ «قال أبو عمرو الشيباني : أصيب قوم من بني جندع بن ليث بن بكر بن هوازن رهط أمية بن الأسكر. يقال لهم : بنو زبينة أصابهم أصحاب النبي (ص) يوم المريسع في غزوة بني المصطلق وكانوا جيرانه يومئذ ومعهم ناس من بني لحيان من هذيل ، ومع بني جندع رجل من خزاعة يقال له : طارق ، فاتهمه بنو ليث وانه دل عليهم ، وكانت خزاعة مسلمها ومشركها يميلون إلى النبي (ص) على قريش فقال أمية بن الأسكر لطارق الخزاعي «لعمرك إني والخزاعي طارقا» ، فأجابه طارق الخزاعي فقال «لعمرك ما أدري وإني لقائل».
(٥) أظنه : اتهمه ، وهو افتعل من الظنة بالكسر أي التهمة ، فأصله اظتن ، ثم أبدل وأدغم.
(٦) انفروا : شردوا ، وفي الأغاني «نفروا».
(٧) في ط وق «المقابلة».
(٨) في ابن أبي الحديد ٤ / ١٢ «مع حرب بن عبد الله».