عليكم وأرادكم بسوء قولوا للناس حسنا كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولّي الأمر عنكم وتدعون فلا يستجاب لكم.
عليكم بالتواضع والتباذل والتبار ، وإيّاكم والتقاطع والتفرق والتدابر : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)(١) حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيه ، استودعكم الله خير مستودع وأقرأ عليكم سلام الله ورحمته.
* * *
حدّثني أحمد بن محمد بن دلان ، وأحمد بن الجعد ، ومحمد بن جرير الطبري (٢) ، قالوا : حدّثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدّثنا أبو أسامة ، قال : حدّثني أبو جناب ، قال : حدّثني أبو عون الثقفي ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن الحسن بن علي قال :
خرجت أنا وأبي نصلي في هذا المسجد ، فقال لي : يا بني ، إني بت الليلة أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة (٣) يوم بدر لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان فملكتني عيناي ، فسنح لي رسول الله (ص) ، فقلت : يا رسول الله ، ما ذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ فقال لي : ادع عليهم. فقلت : «اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، وأبدلهم بي من هو شر لهم مني» ، وجاء ابن النباح (٤). فآذنه بالصلاة فخرج وخرجت خلفه فاعتوره الرجلان فأما أحد فوقعت ضربته في الطاق ، وأما الآخر فأثبتها في رأسه (٥).
[قال أبو الفرج الأود العوج ، واللد الخصومات](٦) :
حدّثني أحمد بن عيسى ، قال : حدّثنا الحسن (٧) بن نصر ، قال : حدّثنا
__________________
(١) سورة المائدة ٢.
(٢) في الخطية «أحمد بن الجعد وأحمد بن سويد قالوا».
(٣) في ط وق «صبيحة قدر تسع عشر ليلة».
(٤) في ابن أبي الحديد «ابن أبي الساج» وفي الخطية «.. التياح» وهو تحريف.
(٥) ابن سعد ٣ / ٢٤ وابن أبي الحديد ٢ / ٤٥.
(٦) سقط هذا الشرح من الخطية.
(٧) في ابن أبي الحديد «الحسين».