[ابن القاسم] الجعفري ، وكان ذا عارضة ولسان ، لا يبالي ما استقبل الكبراء وأصحاب السلطان به.
فحدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار ، وحكيم بن يحيى الخزاعي ، قالا :
دخل أبو هاشم على محمد بن عبد الله بن طاهر فقال (١) :
أيها الأمير ، قد جئتك مهنئا بما لو كان رسول الله (ص) حيا لعزّى به ، فلم يجبه محمد عن هذا بشيء (٢).
وأمر محمد بن عبد الله حينئذ أخته ونسوة من حرمه بالشخوص إلى خراسان ، وقال إن هذه الرؤوس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم قط إلّا خرجت منه النعمة وزالت عنه الدولة ، فتجهزن للخروج.
* * *
قال ابن عمار في حديثه :
وأدخل الأسارى من أصحاب يحيى إلى بغداد ، ولم يكن فيما رؤي قبل ذلك من الأسارى أحد لحقه ما لحقهم من العسف وسوء الحال ، وكانوا يساقون وهم حفاة سوقا عنيفا فمن تأخّر ضربت عنقه ، فورد كتاب المستعين بتخلية سبيلهم فخلوا ، إلّا رجلا يعرف بإسحاق بن جناح كان صاحب شرطة يحيى بن عمر فإن محمد بن الحسين الأشناني حدثني : أنه لم يزل محبوسا حتى مات ، فخرج توقيع محمد بن عبد الله بن طاهر [في أمره] يدفن الرجس النجس إسحاق بن جناح مع اليهود ، ولا يدفن مع المسلمين ، ولا يصلي عليه ، ولا يغسل ، ولا يكفن» فأخرج رحمه الله بثيابه ملفوفا في كساء قومسي على نعش حتى جاءوا به إلى خربة ، فطرح على الأرض وألقى عليه حائط ، رحمه الله تعالى.
* * *
وقد كان خرج مع يحيى بن عمر جماعة من وجوه أهل الكوفة وأولي الفضل منهم ، فسمعت بعض مشايخنا من الكوفيين يذكر ـ وهو محمد بن الحسين ـ
__________________
(١) ابن الأثير ٧ / ٤٤ ومروج الذهب ٢ / ٢٩٠ ـ ٢٩١.
(٢) في الطبري ١١ / ٩٠ «فخرج أبو هاشم الجعفري وهو يقول :
يا بني طاهر كلوه وبيا |
|
إن لحم النبي غير مري |
إن وترا يكون طالب اللّ |
|
ه لوتر نجاحه بالحري |