قائمة الکتاب
أبو السرايا
٤٤١
إعدادات
مقاتل الطالبيّين
مقاتل الطالبيّين
تحمیل
فجاءه رجل دسه هرثمة فقال له : إن المسوّدة قد دخلت من جانب الجسر ، وأخذ محمد بن محمد وإنما أراد أن بنتحي أبو السرايا عن موضعه ، فلما سمع ذلك وجّه فرسه نحو صحراء أثير ، وأقبل هرثمة حتى دخل الكوفة ، وبلغ إلى موضع يعرف بدار الحسن ، وصار أبو السرايا إلى الموضع فوجد محمدا قائما على المنبر يخطب ، فعلم أنها حيلة ، فكر راجعا ومعه رجل يقال له مسافر الطائي ، وكان من بني شيبان إلّا أنه نزل في قبائل طي فنسب إليهم ، فحمل على المسودة فهزمهم حتى ردهم إلى موقفهم.
وجاءه رجل فقال : إن جماعة منهم قد كمنوا لك في خرابة ها هنا. فقال : أرينهم ، فأراه الخرابة ، فدخل إليهم فأقام طويلا ثم خرج يمسح سيفه وينفض علق الدم عن نفسه ، ومضى لوجهه نحو هرثمة ، فدخلت فإذا القوم صرعى وخيلهم يثب بعضها على بعض ، فعددتهم فإذا هم مائة رجل ، أو مائة رجل إلّا رجلا.
* * *
حدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنى محمد بن المنصور ، قال :
سمعت القاسم بن إبراهيم ونحن في منزل للحسينيين يقال له الورينة ، يقول :
انتهى إليّ نعي أخي محمد وأنا بالمغرب ، فتنحبت فأرقت من عيني سجلا أو سجلين ، ثم رثيته بقصيدة ، على أنه كان يقول بشيء من التشبيه ، قال : ثم قرأها عليّ من رقعة ، فكتبتها ، وهي هذه :
يا دار دار غرور لا وفاء لها |
|
حيث الحوادث بالمكروه تستبق |
أبرحت أهلك من كدّ ومن أسف |
|
بمشرع شربه التصدير والرّنق (١) |
فإن يكن فيك للآذان مستمع |
|
يصبى ومرأى تسامى نحوه الحدق |
فأيّ عشك إلّا وهو منتقل |
|
وأي شملك إلّا وهو مفترق (٢) |
من سرّه أن يرى الدنيا معطّلة |
|
بعين من لم يخنه الخدع والملق |
فليأت دارا جفاها الأنس موحشة |
|
مأهولة حشوها الأشلاء والخرق |
قل للقبور إذا ما جئت زائرها |
|
وهل يزار تراب البلقع الخلق؟ |
__________________
(١) وفي الخطية «شربه التصريف».
(٢) في ط وق «وأي ممسك إلّا سوف».