حدثني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : قال يحيى بن الحسن ، حدثني محمد بن جعفر :
أن محمد بن محمد سقى السم بمرو ، وتوفي بها وكان يختلف حتى اختلف كبده.
قال :
ونظر في الدّواوين فوجد من قتل من أصحاب السلطان في وقائع أبي السرايا مائتا ألف رجل.
* * *
(ذكر من خرج معه وبايعه)
حدثني محمد بن الحسين الأشناني ، قال : حدثني أبي ، قال :
خرج مع أبي السرايا أكثر أهل الكوفة إلّا من لا فضل فيه ولا غناء ، فإنما عد من تخلّف عنه ، ثم ذكر لي أنّ مبلغهم كان زهاء مائتي ألف وأكثر ، فقلت لمحمد بن الحسين : إن أحمد بن عبيد الله بن عمار روى لنا ، عن محمد بن داود بن الجراح ، عن محمد بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال :
رأيت أبا بكر وعثمان (١) ابني شيبة وقد خرجا مع أبي السرايا وعلى أحدهما عمامة صفراء والآخر حمراء ، وقالا : يتأسى بنا الناس. فقال : لم يكونا في ذلك الوقت بهذا المحل ، وقد بايع لمحمد بن إبراهيم الأكابر ممن حدث عنه ابنا أبي شيبة (٢) مثل يحيى بن آدم (٣) فإنه بايعه فجعل محمد يشترط عليه ويحيى يقول : ما استطعت ما استطعت ، ويقول له محمد : هذا قد استثناه لك القرآن إن الله تعالى يقول : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)(٤).
__________________
(١) هو أبو الحسن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي ، المعروف بابن أبي شيبة ، كان من ثقاة أهل الكوفة ، رحل إلى مكة والري ثم نزل بغداد وحدث بها ، وتوفي سنة تسع وثلاثين ومائتين راجع تاريخ بغداد ١١ / ٢٨٣ ـ ٢٨٨ وخلاصة تذهيب الكمال ص ١٢٢.
(٢) حدث عثمان عن شريك بن عبد الله ، وأبي الأحوص وسفيان بن عيينة ، وجرير بن عبد الحميد ، وهشيم وعمرو بن عبيد ، وعبيد الله الأشجعي ، وعبد الله ابن إدريس ، وحميد بن عبد الرحمن كما في تاريخ بغداد ١١ / ٢٨٤.
(٣) هو يحيى بن آدم بن سليمان الأموي مولاهم ، أبو زكريا الكوفي. قال ابن سعد : مات سنة ثلاث ومائتين ، كما في خلاصة تذهيب الكمال ٣٦١.
(٤) سورة التغابن ١٦.