عليك (١) دين سبعون ألف دينار فقال (٢) أخذت من المزرفن يعني المقير (٣) زيتا بألف دينار فجعل الرجل يجيئني والمرأة فأعطيها الزق والزقين حتى لم يبق شيء ، ثم قلت له : ما أخذه منك فلان من شيء فاحسبه عليّ ، فأخذ منه عشرة آلاف ، فكنت أقول له ما هذا؟.
حدّثني علي بن إبراهيم ، قال حدثنا أحمد بن حمدان بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي العلاء ، قال : حدثني كردي بن يحيى ، عن الحسن بن هذيل ، قال :
كنت أصحب الحسين بن علي صاحب فخ فقدم إلى بغداد فباع ضيعه له بتسعة آلاف دينار ، فخرجنا فنزلنا سوق أسد فبسط لنا على باب الخان ، فأتى رجل معه سلة فقال له : مرّ الغلام يأخذ مني هذه السلة ، فقال له : وما أنت؟ قال : أنا أصنع الطعام الطيّب فإذا نزل هذه القرية رجل من أهل المروءة أهديته إليه ، قال : يا غلام خذ السلة منه ، وعد إلينا لتأخذ سلّتك ، قال : ثم أقبل علينا رجل عليه ثياب رثة فقال : أعطوني مما رزقكم الله ، فقال لي الحسين : ادفع إليه السلة ، وقال له : خذ ما فيها وردّ الإناء ، ثم أقبل عليّ وقال : إذا رد السائل السلة فادفع إليه خمسين دينارا ، وإذا جاء صاحب السلة فادفع إليه مائة دينار ، فقلت إبقاء مني عليه (٤) : جعلت فداك ، بعت عينا لك لتقضي دينا عليك فسألك سائل فأعطيته طعاما هو مقنع له ، فلم ترض حتى أمرت له بخمسين دينار ، وجاءك رجل بطعام لعلّه يقدر فيه دينارا أو دينارين ، فأمرت له بمائة دينار. فقال : يا حسن إن لنا ربّا يعرف الحسنات ، إذا جاء السائل فادفع له مائة دينار ، وإذا جاء صاحب السلة فادفع إليه مائتي دينار ، والذي نفسي بيده إني لأخاف أن لا يقبل مني ؛ لأن الذهب والفضة والتراب عندي بمنزلة واحدة.
(ذكر مقتله رضوان الله عليه ورحمته)
حدثني به جماعة من الرواة منهم : أحمد بن عبيد الله [بن محمد] بن عمّار
__________________
(١) في ط وق «عليك دين تسعون ألف دينار».
(٢) كذا في الأصول.
(٣) في ط وق «أخذت من المزربة لي يعني المعين».
(٤) في ط وق «أنفامني».