كان هارون بن سعد رجلا صالحا ، قد روى عن الشعبي ، ولقى إبراهيم ، وكان فقيها.
حدثني عيسى بن الحسن الورّاق ، قال : حدثني سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني أبو الصعداء ، قال :
لما قدم هارون بن سعد واليا على واسط من قبل إبراهيم خطب الناس ، ونعى على أبي جعفر أفعاله ، وقتله آل رسول الله ، وظلمه الناس ، وأخذه الأموال ، ووضعها في غير مواضعها ، وأبلغ في القول حتى أبكى الناس ، ورقّت لقوله قلوبهم ، فاتبعه عباد (١) ابن العوام ، ويزيد بن هارون ، وهشيم بن بشير ، والعلاء بن راشد.
حدثني محمد بن الحسين الخثعمي ، قال حدثنا إبراهيم بن سليمان المقري ، قال : حدثني نصر بن مزاحم ، قال :
حدثني من رأى هشيما واقفا بين يدي هارون بن سعد متقلدا سيفا ، رث الهيئة ، يدعو الناس إلى بيعة إبراهيم.
أخبرني علي بن العباس المقانعي ، قال : حدثنا محمد بن مروان الغزال ، قال : حدثنا زيد بن المعذل النمري ، عن هشام بن محمد ، قال :
ولّى إبراهيم بن عبد الله بن الحسن هارون بن سعد واسطا ، وضمّ إليه جيشا كثيفا من الزيدية ، فأخذها وتبعه الخلق ، ولم يتخلف أحد من الفقهاء ، وكان ممن تبعه عواد بن العوام ، ويزيد بن هارون ، وهشيم ، وكان موقف هشيم في حروبه مشهرا ، وقتل ابنه معاوية ، وأخوه الحجاج بن بشير في بعض الوقائع.
قال : وشهد معه العوام بن حوشب يومئذ وهو شيخ كبير ، وأسامة بن زيد ، فلما قتل إبراهيم انحدر هارون بن سعد إلى البصرة ، فبلغنا أنه مات بها حين دخلها ، رحمه الله ورضي عنه.
__________________
(١) راجع تذكرة الحفاظ ١ / ٢٤١.