قال : ولم يكن الحسن عند غسان إنما كان عند نفيس صاحب قصر نفيس (١) :
* * *
قال أبو زيد : فحدثني عيسى بن عبد الله ، قال :
لم يزل الحسن بن معاوية في حبس جعفر بن سليمان ، حتى حج أبو جعفر ، فعرضت له حمادة بنت معاوية ، فصاحت به : يا أمير المؤمنين ، الحسن بن معاوية قد طال حبسه فانتبه له ، وقد كان ذهل عنه ، فسار به معه حتى وضعه في حبسه ، ولم يزل محبوسا حتى ولي المهدي.
* * *
قال الزبير في خبره الذي أخبرني به الحرمي ، عن الزبير ، قال : حدّثني عبد الله بن الحسن بن القاسم :
أن الحسن بن معاوية قال لأبي جعفر ، وهو في السجن ، وقد أتاه نعي أخيه يزيد بن معاوية ، يستعطفه على ولده :
إرحم صغار بني يزيد إنهم |
|
يتموا لفقدي لا لفقد يزيد |
وارحم كبيرا سنّه متهدما |
|
في السجن بين سلاسل وقيود |
ولئن أخذت بجرمنا وجزيتنا |
|
لنقتلن به بكل صعيد |
أو عدت بالرّحم القريبة بيننا |
|
ما جدّكم من جدّنا ببعيد |
* * *
قال أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني :
ومن مختار ما رثى به محمد بن عبد الله من الشعر ، قول غالب بن عثمان الهمداني أنشدنيه عمر بن عبد الله العتكي ، عن عمر بن شبّة :
يا دار هجت لي البكاء فأعولي |
|
حيّيت منزلة دثرت ودار |
__________________
(١) في القاموس «ونفيس بن محمد من موالي الأنصار ، وقصره على ميلين من المدينة».