يحيى ، قال : أخبرني الحرث بن إسحاق ، قال :
برك محمد على ركبتيه ، وجعل يذب عن نفسه يقول : ويحكم ، أنا ابن نبيكم مجروح مظلوم (١).
* * *
أخبرني عمر ، قال : حدّثنا أبو زيد ، قال : حدّثني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني أبو الحجاج المنقري (٢) ، قال : رأيت محمدا يومئذ وإن أشبه ما خلق الله به لما ذكر عن حمزة بن عبد المطلب ، يفري الناس بسيفه ما يقاربه أحد إلّا قتله [ومعه سيف](٣) ، لا والله ما يليق شيئا ، حتى رماه إنسان كأني أنظر إليه أحمر أزرق بسهم. ودهمتنا الخيل ، فوقف إلى ناحية جدار ، وتحاماه الناس ، فوجدت الموت ، فتحامل على سيفه فكسره ، فسمعت جدي يقول : كان معه سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذو الفقار (٤).
حدثني علي بن العباس المقانعي ، قال : أنبأنا بكار بن أحمد ، قال : حدثنا إسحاق بن يحيى ، عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن الحسن ، قال :
لما كان اليوم الذي قتل فيه محمد (ص) قال لأخته : إني في هذا اليوم على قتال القوم ، فإن زالت الشمس ، وأمطرت السماء فإني أقتل ، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء ، وهبت الريح فإني أظفر بالقوم ، فإذا زالت الشمس فاسجري التنانير ، وهيئي هذه الكتب (٥) ، فإن زالت الشمس ومطرت السماء فاطرحي هذه الكتب في التنانير ، فإن قدرتم على بدني ، ولم تقدروا على رأسي فأتوا به ظلة بني نبيه على مقدار أربعة أذرع أو خمسة فاحفروا لي حفيرة ، وادفنوني فيها. فلما مطرت السماء فعلوا ما أمرهم به ، وقالوا : إنه علامة قتل النفس
__________________
(١) الطبري ٩ / ٢٢٦.
(٢) كذا في الطبري وفي ط وق «الشغري» وفي الخطية «الشقري».
(٣) الزيادة من الطبري.
(٤) الطبري ٩ / ٢٢٧ وابن أبي الحديد ١ / ٣٢٣.
(٥) في ابن أبي الحديد «يعني كتب البيعة الواردة عليه من الآفاق».