رأيي](١). فقال أبو جعفر : لو طرق محمد عليّ الباب ما أخرجته ، وأنا خير له منه ، وهو ملك أهل بيته.
فقال عبد الله : إن البخل قد قتل ابن سلّامة (٢) فمروه فليخرج الأموال وليعط الأجناد ، فإن غلب فما أوشك ما يعود إليه ماله ، وإن غلب لم يقدم صاحبه على درهم ، وأن يعجل الساعة حتى يأتي الكوفة فيجثم (٣) على أكبادهم ، فإنهم شيعة أهل البيت ، ثم يحفظها بالمسالح ، فمن خرج منها إلى وجه من الوجوه أو أتاها [من] وجه من الوجوه ضرب عنقه ، فليبعث إلى مسلم ابن قتيبة (٤) فينحدر عليه ـ وكان بالزي ـ وليكتب إلى أهل الشام ، فليأمرهم ، فليحملوا إليه أهل البأس والنجدة ما يحمله البريد ، فليحسن جوائزهم ، ويوجههم مع مسلم بن قتيبة. ففعل (٥).
أخبرني عمر بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو زيد ، قال : حدثني عبد الملك بن شيبان ، قال أخبرني زيد مولى مسمع بن عبد الملك ، قال :
لما ظهر محمد بن عبد الله دعا أبو جعفر عيسى بن موسى ، فقال له : قد ظهر محمد فسرّ إليه.
قال : يا أمير المؤمنين ، هؤلاء عمومتك حولك ، فادعهم وشاورهم.
قال : فأين قول ابن هرمة :
تزور امرأ لا يمحض القوم سرّه |
|
ولا ينتحي الأدنين فيما يحاول |
إذا ما أتى شيئا مضى كالذي أتى |
|
وما قال إني فاعل فهو فاعل (٦) |
وقال أحمد بن الحرث الخزاز عن المدائني ، قال :
__________________
(١) الزيادة من الطبري.
(٢) في المحبر ٣٤ «وأم المنصور أم ولد بربرية اسمها سلامة».
(٣) في النسخ «فيختم».
(٤) في الطبري «سلم بن قتيبة».
(٥) الطبري ٩ / ٢٠٩ وتاريخ الإسلام ٧ / ٩٥.
(٦) في ط وق «مضى للذي» وفي الطبري «كالذي أبى».