السقف سقف المسجد ، فألصقه به.
أخبرني عمر ، قال : حدثنا أبو زيد ، قال : حدثني محمد بن معروف ، قال : حدثني الربيع بن عبد الله بن الربيع ، عن أبيه ، قال :
إنا لنزول حول أساس المدينة في أبنية من الفساطيط والأخبية ، إذ قيل لنا : ركب أمير المؤمنين ، فخرجت أتبعه فوجدت عيسى بن علي ، فوقفنا له ، فمرّ بنا على «معناق ينباع» (١). فسلمنا عليه فلم يستصحبنا ، فجعلنا نسير وراءه ، ما يجاوز طرفه عرف الفرس ، ثم قال للطوسي : عليّ بأبي العباس ، فأتى بعيسى بن علي فسار عن يمينه ، ثم قال : عليّ بالربيع ، فدعيت فسرت عن يساره ، فقال : قد خرج ابن عبد الله الكذاب ابن الكذاب بالمدينة.
فقلت : يا أمير المؤمنين ألا أحدثك حديثا حدثنيه سعيد بن جعدة؟.
قال : ما هو؟ قلت : أخبرني أنه كان مع مروان يوم الزاب ، وعبد الله بن علي يقاتله(٢) ، فقال : من في الخيل؟ فقيل : عبد الله بن علي ، فلم يعرفه ، فقيل : الشاب الذي أتيت به من عسكر عبد الله بن معاوية ، قال : نعم (٣) ، والله لقد أخبرت عنه يومئذ فأردت قتله ، ثم بت على ذلك وأصبحت عليه ، وجلست وأنا أريده ، ثم أطلقته ، وكان أمر الله قدرا مقدورا ، والله لوددت أن علي بن أبي طالب في هذه الخيل مكانه ، لأنه لا يتم لعلي ولا لولده من هذا الأمر شيء.
قال : الله ، أسعيد حدثك هذا؟.
قلت : بنت أبي سفيان بن معاوية طالق إن لم يكن حدثنيه. قال : فاصفرّ وجهه وتحدّث ، وقد كان أبلس فلم ينطق.
__________________
(١) «معناق ينباع» يقال فرس معناق : جيد العنق ، وينباع : يبعد الخطو ويثب ، ومنه المثل «مطرق لينباع» أي ساكت ليثب.
(٢) في الخطية «مقابلة».
(٣) في الطبري ٩ / ٢٠٨ «قلت نعم رجل أصفر ، حسن الوجه رقيق الذراعين رجل دخل عليك يشتم عبد الله ابن معاوية حين هزم قال قد عرفته».