قال أبو زيد : وحدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده ، قال :
كنت مع أبي جعفر في مسجد النبي (ص) ، إذ وثب إلى رجل على بغل ، فوقف معه ناحية ، وهو واضع يده على معرفة البغل ، والرجل كان واضعا يده على منكبه (١) ثم جاءني فقال : استأذن على أبيك لمحمد بن عبد الله بن الحسن. فقلت : ليدن من الباب فليستأذن ، فقال : أقسمت عليك إلّا قمت! فقمت ، فلما رجعت قال لي : ألست الذي استأذنت له؟ فقلت : لا ، أمرني من أستأذن له. فقال : إنك لجاهل به ، هذا محمد بن عبد الله ، مهدينا أهل البيت.
* * *
أخبرني محمد بن خلف بن وكيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد ، عن الواقدي ، قال :
كان عبد الله بن الحسن يأمر ابنه محمدا بطلب العلم والتفقه في الدين ، وكان يجيء به وبأخيه إبراهيم إلى ابن طاوس فيقول له : حدثهما لعلّ الله أن ينفعهما (٢).
قال الواقدي :
وقد لقى محمد نافع بن عمر وسمع منه ، ولقى أبا الزياد وسمع منه ، وحدث عنهما وعن غيرهما ، وكان حديثه قليلا ، فروى عنه بعد مقتله ، فممن حدّث عنه عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، وغيره.
* * *
أخبرنا علي بن العباس المقانعي ، قال : حدثنا بكار بن أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن زياد الصيقل ، قال : أخبرني سلم العامري ، قال :
إنما شهر محمد بن عبد الله فاطمة بنت علي (٣) لما ولد محمد بن عبد الله
__________________
(١) في ط وق «والرجل كان وضع يده على منكبه».
(٢) راجع صفحة ٢٠٩.
(٣) راجع طبقات ابن سعد ٨ / ٣٤١.