قال : حدثنا علي بن محمد النوفلي ، قال : حدثني أبي ، عن عمه عيسى ، قال :
لما أطلق يحيى بن زيد ، وفكّ حديده ، صار جماعة من مياسير الشيعة إلى الحداد الذي فكّ قيده من رجله فسألهم أن يبيعهم إيّاه ، وتنافسوا فيه وتزايدوا حتى بلغ عشرين ألف درهم ، فخاف أن يشيع خبره فيؤخذ منه المال. فقال لهم : اجمعوا ثمنه بينكم فرضوا بذلك ، وأعطوه المال فقطّعه قطعة قطعة ، وقسّمه بينهم ، فاتخذوا منه فصوصا للخواتيم يتبركون بها.
* * *
رجع الحديث إلى سياقه :
قال : فكتب يوسف بن عمر إلى الوليد ـ لعنه الله ـ يعلمه ذلك (١) ، فكتب إليه يأمره أن يؤمنه ، ويخلي سبيله وسبيل أصحابه ، فكتب يوسف بذلك إلى نصر بن سيّار فدعى به نصر فأمره بتقوى الله وحذّره الفتنة.
فقال له يحيى : وهل في أمة محمد فتنة أعظم مما أنتم فيه من سفك الدماء وأخذ ما لستم له بأهل؟.
فلم يجبه نصر بشيء ، وأمر له بألفي درهم ونعلين ، وتقدم إليه أن يلحق بالوليد. فخرج يحيى حتى قدم سرخس ، وعليها عبد الله بن قيس بن عباد البكري ، فكتب إليه نصر أن أشخص يحيى عن سرخس. وكتب إلى الحسن بن زيد التميمي عامله على طوس :
إذا مرّ بك يحيى فلا تدعه يقيم ساعة ، وأرسله إلى عمرو بن زرارة بأبرشهر ففعلوا ذلك (٢). ووكل به سرحان بن نوح العنبري ، وكان على مسلحة المتعب. فذكر يحيى بن زيد نصر بن سيّار فطعن عليه ، كأنه إنما فعل ذلك مستقلا لما أعطاه ، وذكر يوسف بن عمر فعرض به ، وذكر أنه يخاف غيلته إيّاه ، ثم كف عن ذكره فقال له الرجل : قل ما أحببت ـ رحمك الله ـ فليس عليك مني عين (٣).
__________________
(١) الطبري ٨ / ٣٠٠.
(٢) راجع الطبري ٨ / ٣٠٠.
(٣) في ط وق «فليس عليك شيء لو لا عين».