وما هاج هذا الشوق إلّا حمامة |
|
دعت ساق حرّ ترحة وتألّما |
من الورق حمّاء العلاطين باكرت |
|
عسيب أشاء مطلع الشمس مبسما |
إذا زعزعته الريح أو لعبت به |
|
أرنّت عليه مائلا ومقوّما |
تنادي حمام الجلهتين وترعوي |
|
إلى ابن ثلاث بين عودين أعجما |
مطوّق طوق لم يكن عن تميمة |
|
ولا ضرب صوّاغ بكفّيه درهما |
تقيّض عنه غرقئ البيض واكتسى |
|
أنابيب من مستعجل الرّيش أقتما |
يمدّ إليها خشية الموت جيده |
|
كمدّك بالكفّ البريّ المقوّما |
فلما اكتسى الريش السّخام ولم يجد |
|
لها معه في باحة العشّ مجثما |
أتيح لها صقر منيف فلم يدع |
|
لها ولدا إلا رماما وأعظما |
فأوفت على غصن ضحيّا فلم تدع |
|
لباكية في شجوها متلوّما |
فهاج حمام الجلهتين نواحها |
|
كما هيّجت ثكلى على الموت مأثما |
إذا شئت غنّتني بأجزاع بيشة |
|
أو النخل من تثليث أو من يبمبما |
عجبت لها أنّى يكون بكاؤها |
|
فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما |
فلم أر محزونا له مثل صوتها |
|
أحزّ وأنكى في الفؤاد وأكلما |
ولم أر مثلي شاقه صوت مثلها ، |
|
ولا عربيّا شاقه صوت أعجما |
وقال بعض بني عامر :
يا جارتيّ برحرحان ألا أسلما ، |
|
وأبى المنون وريبها أن تسلما |
وأرى الرءوس قد اكتسين مشاوذا |
|
منّي ومن كلتيكما فتعلّما |
أن الحوادث من يقم بسبيلها |
|
يصبح كأعشار الإناء مثلّما |
يا جارتيّ وقد أرى شبهيكما |
|
بالجزع من تثليث أو بيبمبما |
عنزين بينهما غزال شادن |
|
رشأ من الغزلان لم يك توأما |
يُبْنَى : بالضم ثم السكون ، ونون ، وألف ، مقصور ، بلفظ الفعل الذي لم يسمّ فاعله من بنى يبني : بليد قرب الرملة فيه قبر صحابي بعضهم يقول هو قبر أبي هريرة وبعضهم يقول قبر عبد الله بن أبي سرح.
يَبَنْبَمُ : بفتح أوله وثانيه ، وسكون نونه ، وباء مفتوحة ، وميم ، ويقال أبنبم : موضع وهو من أبنية كتاب سيبويه ، قال طفيل الغنوي :
أشاقتك أظعان بحفر يبنبم |
|
نعم بكرا مثل الفتيق المكمّم |
يَبُوسُ : يفعل من باس يبوس إن شئت من القبلة وإن شئت من الشدة : اسم جبل بالشام بوادي التيم من دمشق ، وإياه عنى عبد الله بن سليم بقوله :
لمن الديار بتولع فيبوس
يَبَةُ : بالتحريك ، يبة وعليب : قريتان بين مكة وتبالة ، قال كثير يرثي صديقه خندقا الأسدي :