وفي بعضها : (إنّ الله خلقها من نور عظمته) (١) ، وفي بعضها : إنّه تعالى خلق نور فاطمة عليهاالسلام بعد أن أحاطت الظلمة بالملائكة فرفعها به والحديث طويل . وفيه «ثمّ أظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله أن يكشف عنهم تلك الظلمة فتكلّم الله بكلمة ، فخلق منها روحاً ، ثمّ تكلّم بكلمةٍ فخلق من ذلك الروح نوراً فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها أمام العرش فأزهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهراء فلذلك سمّيت الزهراء» (٢) .
______________________________________________________
وأيضاً روى المجلسي في البحار ج ٤٣ ، ص ١٧ عن أبي هاشم العسكري ، قال : سألت صاحب العسكر ـ الإمام علي الهادي عليهالسلام ـ لِمَ سمّيت فاطمة الزهراء ؟ فقال : (كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين من أوّل النهار كالشمس الضاحية ، وعند الزوال كالقمر المنير ، وعند غروب الشمس كالكوكب الدرّي) .
وممّا يؤكّد أنّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام كانت تزهر وتشرق ما رواه القرماني صاحب كتاب أخبار الدول وآثار الأول ص ٨٧ الطبعة الحجرية عن عائشة قالت : (كنّا نخيط ونغزل وننظم الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة) .
وهذا أقصى درجة في النور والإزدهار إلى غاية تبلغ حدّ الإعجاب .
١ ـ راجع علل الشرائع ج ١ ، ص ٢١٣ باب ١٤٣ ، ط الأعلمي بيروت وهذا نصّ الرواية : «عن عبدالله بن حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلتُ له : لِمَ سمّيت فاطمة الزهراء زهراء ؟ فقال : لأنّ الله عزّوجلّ خلقها من نور عظمته فلمّا أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة لله ساجدين وقالوا : إلٰهنا وسيّدنا ما لهذا النور ؟ فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري أسكنته في سمائي وخلقته من عظمتي ، أخرجه من صلب نبيّ من أنبيائي أفضّله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمّةً يقومون بأمري يهدون إلى حقّي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي» .
٢ ـ روى السيّد هاشم البحراني في حلية
الأبرار ج ١ ، ص ٤٩٢ ، عن زيد بن عبدالله