ومنها (١) : إنّ عندهم [عليهمالسلام] ما كان عند الأنبياء من الآلات والأدوات المختصّة بهم التي خصّهم الله بها دون سائر خلقه مثل عصا موسىٰ وعمامة هارون وخاتم سليمان والتابوت وغير ذلك ممّا ورد في الأخبار .
فقد روي عن سعيد السمان قال : كنتُ عند الصادق عليهالسلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له : أفيكم إمامٌ مفترض الطاعة ؟ قال [عليهالسلام] : لا ، فقال له : أخبرنا عنكَ الثقات أنّك تفتي وتقرّ وتقول به ونسمّيهم لك فلان وفلان وهم أهل ورع وتشمير وهم ممّن لا يكذّبون ، فغضب أبو عبدالله عليهالسلام وقال : ما أمرتهم بهذا ، فلمّا رأيا الغضب في وجهه خرجا . فقال لي [عليهالسلام] : أتعرف هذين ؟ قلتُ : نعم ، هما من أهل سوقنا من الزيديّة وهما يزعمان أنّ سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله عند عبدالله بن الحسن ، فقال [عليهالسلام] : كذبا لعنهما الله ولا والله ما رآه عبد الله بعينيه ولا بواحد من عينيه ولا رآه أبوه إلّا أن يكون رآه عند عليّ بن الحسين بن عليّ ، وإن كانا صادقين فما علامة في مقبضه ، وما أثر في موضع مضربه ، وأنّ عندي لسيفَ رسول الله صلىاللهعليهوآله ودرعه ولامته ومغفره فإن كانا صادقين فما علامة في درعه ، وأنّ عندي لراية رسول الله صلىاللهعليهوآله المغلبة ، وأنّ عندي ألواح موسىٰ وعصاه ، وأنّ عندي لخاتم سليمان بن داود ، وأنّ عندي الطست الذي كان يُقرّب بها موسى القربان ، وأنّ عندي الاسم الذي كان إذا أراد رسول الله أن يضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابّة ، وأنّ عندي التابوت التي جاءت بها الملائكة تحمله ، ومثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل أي أهل بيت وقف التابوت على باب دارهم أُوتوا النبوّة ، ومَن صار إليه السلاح منّا أُوتي بالإمامة ، ولقد لبس أبي درع
________________________
١ ـ هذا الوجه الرابع من الوجوه المحتملة على أنّ الأئمّة عليهمالسلام ورثة الأنبياء .