فاطمة عليهاالسلام عن ميراث النبيّ صلىاللهعليهوآله ومحاجّة عليّ عليهالسلام معهم في ذلك معروفة ، وتأويله ثانياً : بأنّ المراد عدم توريث متاع الدُّنيا بشأن النبوّة لاقتضائه توريث
العلوم والمعارف خاصّة ، وهذا لا يُنافي توريثهم إيّاه بشأن البشرية ، فإنّ لكلٍّ من الشأنين خواص ليست للآخر ، هذا مع أنّ الغرض إثبات الوارثية في الجملة ، وهو ممّا لم ينكره أحد ، وأمّا معنى كونهم عليهمالسلام ورثة للأنبياء فيحتمل
وجوهاً :
منها : إنّهم ورثوا ما أعطاهم عليهمالسلام من العلوم والمعارف والأسرار فعلموه كما علموه ، فإنّ العلم لا يموت بموت العالم ، بل يصير إلى عالمٍ آخر ، وقد قال الباقر عليهالسلام : «إنّ عليّاً عليهالسلام عالم هذه الاُمّة ، والعلم يتوارث ولا يهلك
أحدٌ منّا إلّا تركَ من أهله مَن يعلم مثل علمه أو ما شاء الله» .
وروي أيضاً في باب (أنّ الأئمّة عليهمالسلام ورثوا علم آدم عليهالسلام وجميع العلماء) بسنده عن الفضل بن يسار قال : (سمعتُ أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إنّ العلم
الذي هبط مع آدم لم يُرفع ، وأنّ العلم يتوارث وما يموت منّا عالمٌ حتّى يخلفه من أهله مَن يعلم علمه أو ما شاء الله) .
وبسنده عن أبي جعفر عليهالسلام قال : (كانت في عليّ
عليهالسلام سنّة ألف نبيّ ،
وقال : إنّ العلم الذي نزل مع آدم لم يُرفع ، وما ماتَ عالمٌ فذهب علمه ، وأنّ العلم ليتوارث [و] أنّ الأرض
لا تبقىٰ بغير عالم) .
________________________