سالف الزمان والخارج في آخر الزمان» (١) .
ويدلّ عليه أيضاً حكايته مع أمّه فاطمة بنت أسد ومع سلمان الفارسي حيث نجّاهما من الأسد (٢) . وظهوره على فرعون لمّا همَّ بقتل موسىٰ بصورة شاب لابس لباس الذهب (٣) وغير ذلك من الغرائب المعروفة وكيف يُنكر أمثال ذلك وهم أوّليون أزليون كما قال : (كنّا في تكوينه بكينونته قبل خلق التكوين أوليين أزليين) (٤) ، وقال : (أنا والهداة من أهل بيتي سرّ الله المكنون ، وأولياؤه
________________________
١ ـ أخرجه البرسي في مشارق الأنوار ص ٣٢٠ ، فصل (١٥٠) ، ط : الشريف الرضي .
٢ ـ روى السيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز ج ١ ، ص ٢٦٠ ، ح ٢٣٤ عن البرسي قال : (رويتُ حكاية سلمان وأنّه لمّا خرج عليه الأسد قال : يافارس الحجاز أدركني فظهر إليه فارس وخلّصه منه وقال للأسد : أنت دابته من الآن فعاد يحمل له الحطب إلى باب المدينة امتثالاً لأمر عليّ عليهالسلام .
٣ ـ روى السيّد هاشم البحراني في حلية الأبرار ج ١ ، ص ٢٢٤ : (إنّ فرعون لعنه الله لمّا ألحق هارون بأخيه موسى عليهالسلام دخلا عليه يوماً وأوجسا خيفةً منه فإذا فارس يقدمهما ، ولباسه من ذهب وبيده سيف من ذهب وكان فرعون يحبّ الذهب فقال لفرعون : أجب هذين الرجلين وإلّا قتلتك فانزعج فرعون لذلك وقال : عد عليَّ غداً .
فلمّا خرجا دعا البوّابين وعاقبهم وقال : كيف دخل عليَّ هذا الفارس بغير إذن فحلفوا بعزّة فرعون أنّه ما دخل إلّا هذان الرجلان وكان الفارس عليّ عليهالسلام هذا الذي أيّد الله تعالى به النبيّين سرّاً وأيّد به محمّداً صلىاللهعليهوآله جهراً إلّا أنّه كلمة الله الكبرى التي أظهرها لأوليائه فيما شاء من الصور فينصرهم بها وبتلك الكلمة يدعون فيجيبهم الله وينجيهم وإليه الإشارة بقوله : (وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا) ، قال ابن عبّاس : كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس) .
٤ ـ لم نعثر عليه في المصادر التي عندنا . ولمعارضة
ظاهره المقطوع من الأدلة يلزم