فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ .
هذا تفريعٌ على جميع ما تقدّم ، وفيه إشارة إلى أنّ الجامع لهذه الشرافات والكمالات الداخلية والخارجية يستحقّ التعظيم والإطاعة ، لا القتل والإهانة ، فالقاتل والظالم له مستحقّ للعن من الله ، وهو الطرد من رحمته والإبعاد عنها (١) ، والأُمّة : الجماعة وفي تأنيث الضمير الراجع إليها والعدول عن التعبير بفعل العقلاء لطيفة لا تخفىٰ على الأذكياء ، فأجراهم مجرى السباع من الكلاب العادية ، والذئاب الضارية التي لا تُفرّق في أذاها بين العالم والجاهل ، والصالح والطالح ، والبرّ والفاجر والمؤمن والكافر ، بل هم أضلّ وأقسىٰ منها حيث لا تجترئ على الأنبياء وذريّاتهم لما حرّم الله عليها لحومهم (٢) . وهؤلاء قد هتكوا
________________________
١ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ج ٢ ، ص ٥٥٤ ، دار الهجرة .
٢ ـ روى السيّد هاشم البحراني قدسسره في حلية الأبرار ج ٢ ، ص ٤٦٨ ، ط : الأعلمي بيروت : عن الراوندي في الخرائج عن أبي هاشم الجعفري قال : ظهرت في أيّام المتوكّل امرأة تدّعي أنّها زينب بنت فاطمة عليهاالسلام بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال لها المتوكّل : أنت امرأة شابّة وقد مضىٰ من وقت رسول الله صلىاللهعليهوآله ما مضىٰ من السنين ؟ فقالت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مسحَ على رأسي وسأل الله عزّوجلّ أن يردّ عليَّ شبابي في كلّ أربعين سنة ولم أظهر للناس إلى هذه الغاية فلحقني الحاجب فصرتُ إليهم .
فدعا المتوكّل مشايخ آل أبي طالب وولد أبي العبّاس وقريش فعرّفهم حالها فروى جماعة وفاة زينب بنت فاطمة عليهاالسلام في سنة كذا فقال لها : ما تقولين في هذه الرواية ؟ فقالت : كذب وزور فإنّ أمري كان مستوراً عن الناس فلم يعرف لي موت ولا حياة .