تلك الدقائق ، فمضوا على هذا الحساب إلى الآن (١).
وكان من عادتهم أنه في هذا اليوم الذي هو أول يوم من العام ، لا يبقى كبير في مدينة باريز من أهلها أو من غير أهلها إلا جاء لعند السلطان لأنه عيد من أعيادهم ، فلم يكن لنا بد من الذهاب إليه. فسرنا إليه في وقت العصر ، فألفينا فيها من الكبراء والباشدورات ما لا يحصى ، كلهم مزينون بأحسن زينتهم يفخر بعضهم على بعض. وممن رافقنا هنالك من المسلمين سبعة من أهل مصر ، منهم اثنان حفيدا محمد بن علي باشا مصر ، واثنان ولدا ربيبه إبراهيم باشا ، وءاخر من خواص محمد بن علي اسمه سامي باشا ، واثنان من خدامهما. ومعهم هنالك غيرهم جملتهم نحو ستين ، أرسلهم محمد بن علي لهنالك لتعلم العلوم التي لا توجد إلا عند هاؤلاء القوم (٢). وكان على هاؤلاء المصريين من اللباس ما ليس على النصارى ، عليهم غلائل لا يرى
__________________
(١) إن التقويم الشمسي الذي يتبعه المغاربة لأسباب فلاحية ، هو في أصله التقويم نفسه المعروف قديما عند الرومان بتقويم جوليان (Calendrier de Julien). غير أنه لم يكن دقيقا بما فيه الكفاية ، فصحح سنة ١٥٨٢ على يد البابا كريكوري الثالث عشر (Gre؟goire XIII) وكان التقويم الكريكوري الجديد المتقدم بأحد عشر يوما عن مثيله القديم ، غير معروف في المغرب. وإذا كان أساس الشروح التي قدمها الصفار في الباب صحيحا ، ويحتمل أن يكون مصدره هو أحد المترجمين للبعثة ، فإن تفاصيله غير دقيقة ، انظر :
S. B. Burnaby, Elements of the Jewish and Muhammadan Calendars) London, ١٠٩١ (, pp. ٢١٥ ـ ٥١٥.
(٢) محمد علي باشا ، حاكم مصر ما بين ١٨٠٥ و ١٨٤٨. كان أميا إلى حين بلوغه سن السابعة والأربعين ، فتولد لديه اعتقاد راسخ وولع كبير بالتعليم ، وأرسل بعثات لدراسة مختلف العلوم الحديثة في فرنسا. وكان رفاعة الطهطاوي ضمن عناصر البعثة الأولى الموجهة سنة ١٨٢٦. وفي سنة ١٨٤٤ ، وصلت إلى باريز مجموعة إضافية تكونت من ثلاثين طالبا ، كان من بينهم أربعة أمراء : اثنان منهم ابنان لمحمد علي ، هما حليم وحسين. واثنان من أحفاده ، وهما ابنان لولده البكر إبراهيم (الذي أشار إليه الصفار خطأ على أنه كان ربيبا لمحمد علي) ، وهما أحمد وإسماعيل الذي أصبح خديويا لمصر فيما بعد. وكانا معا مصحوبين بالأرميني ستيفان باي المشرف على تربيتهما. أما سامي باشا الذي أشار إليه الصفار أيضا ، فلم نتمكن من معرفة هويته ، انظر : Louca, Voyageurs et e؟crivains, pp. ٥٧ ـ ٣٨.