أجزاء بقلم المستشرقين دفريمرى Defremery وسانغنتى Sanguinetti (١٨٥٣ ـ ١٨٥٨) ؛ وقد قوبل ظهور الجزء الأول بحماس شديد من قبل العلامة رنان Renan الذى نشر بهذه المناسبة دراسة عن ابن بطوطة وكتابه تتسم بالكثير من الحيوية. ولا تزال الطبعة الفرنسية فى جوهرها إلى أيامنا هذه تمثل الأساس الذى قامت عليه جميع الأبحاث عن رحلة ابن بطوطة ، وقد أعيد طبعها أكثر من مرة ولكنها لم تخضع فى مجموعها لفحص منظم على الرغم من أنه لا يمكن بالطبع أن ترضى فى الوقت الحاضر متطلبات البحث العلمى المعاصر. غير أن الدراسات المستقلة التى تناولت بحث فصول مختلفة من الرحلة أو عالجت مسائل متعلقة بذلك قد زاد عددها بصورة ملحوظة ؛ ويمكن إعطاء فكرة عامة عن الرحلة بأجمعها من خلال الترجمات التى عملت لأقسام مختلفة من الكتاب ، أعنى بذلك ترجمات مجيك Mzik (١٩١١) وجب Gibb (١٩٢٩) المزودة بتعليقات موجزة والتى يمكن أن تعد القول الفصل الى يومنا هذا فى دراسة «منافس ماركوبولو» (١٢٧) (١). وأن الاهتمام الذى قابلته به أوروبا فى القرنين التاسع عشر والعشرين ليقف برهانا قاطعا على صدق قول ابن جزى فى خاتمة الكتاب :
«ولا يخفى على ذى عقل أن هذا الشيخ هو رحّال العصر ومن قال رحال هذه الملة لم يبعد» (١٢٨).
ونحن إذ نودعه الآن فإنما نفارق بذلك آخر رحالة عربى كبير ؛ كما وأننا بمفارقتنا لموسوعات عهد المماليك قد فارقنا آخر المصنفات الكبيرة التى تقدم عرضا عاما للأدب الجغرافى العربى.
__________________
(*) استدرك الناشرون السوفيت على المؤلف ذكرهم لظهور بحث لعلامة هندى هو مهدى حسين عالج فيه الكلام عن أسفار ابن بطوطة فى الهند وجزر ملديف وسرنديب (١٩٥٣). ونحن نستدرك بدورنا عليهم فنذكر أن المستعرب الكبير جب SirHamilton Gibb قد شرع فى نشر ترجمته الإنجليزية الكاملة للرحلة التى كان قد وعد بها والتى ظهر منها حتى كتابة هذه السطور جزآن.
كما نضيف إلى هذا أنه توجد للكتاب ترجمة تشكية بقلم هربك Ivan Hrbek (براغ ١٩٦١) وإيطالية بقلم غابرييلى Fr.Gabrieli (فلورنسة ١٩٦١) وأخرى موجزة باليابانية ؛ ويجرى حاليا العمل فى تحضير ترجمات باللغات البولندية والمجرية والروسية.
(المترجم)