ضوء هائل كالنجم ، ثم إنه استطال وامتد إلى جهة المغرب ، وحصل لمن رآه على بصره غشاوة ، وارتعدت منه الفرائص (١) وانزعجت منه القلوب ، وهو مشتمل على زرقة وصفرة وحمرة ، ثم إنه ذهب طرفان وبقي الوسط ، واتسع في الأرض وخرج منه صوت كالرعد ، ولم يكن في السماء غيم ولا سحاب ، وظن بعض الناس أنه مدفع ، واستمر ساعة ثم اضمحلّ الباقي في ذلك الشعاع إلى السحاب ، ثم إن الناس خاضوا في ذلك وقالوا : هذا يدل على أمر عظيم ، والحقيقة أن هذه أسرار فيه عبرة لأولي الأبصار.
وفي ألف وثمانين حصل سيل كبير بلغ باب الكعبة فأمر الشريف سعد بن زيد بتنظيف الحرم.
وفي واحد وثمانين وألف عشرة رمضان ـ وكان ذلك يوم الجمعة ـ دخل رجل أعجمي المسجد والسيف في يده ، والخطيب يخطب ، فصرخ على الخطيب وأشار إليه بالسيف وقال : أنا المهدي ، فدفعه الناس عن الخطيب ، وضربوا العجمي حتى مات ، وحرقوه بالمعلا (٢).
وفي اثنين وثمانين وألف أخرج الشيخ [محمد](٣) بن سليمان شيخ الحرم أمرا يتضمن إخراج من كان في الخلاوي الموقوفة ممن كان له بيت يأوي إليه.
__________________
(١) الفريصة : لحمة عند نغض الكتف في وسط الجنب عند منبض القلب ، وهما فريصتان ترتعدان عند الفزع. قال أبو عبيد : الفريصة المضغة القليلة تكون في الجنب ترعد من الدابة إذا فزعت ، وجمعها فريص بغير ألف ، وقال أيضا : هي اللحمة التي بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من الدابة ، وقيل : جمعها فريص وفرائص (اللسان ، مادة : فرص).
(٢) انظر هذا الخبر مفصلا في : منائح الكرم (٤ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣) ، وسمط النجوم (٤ / ٥٢٢) ، وإتحاف فضلاء الزمن (٢ / ٩٦).
(٣) قوله : محمد ، زيادة من ب.