عليه الصلاة والسلام فإنهما كانا معلقين في السقف. ذكره الحلبي (١).
ثم قال : ولعل تعليقهما في السقف كان بعد تعليقهما في الميزاب ، فقد ذكر بعضهم : جاء الإسلام ورأس الكبش معلق بقرنيه على الميزاب. ويدل لتعليقهما في السقف : ما جاء عن صفية بنت شيبة قالت لعثمان بن طلحة : لما دعاك النبي صلىاللهعليهوسلم بعد خروجه من البيت ما قال؟ قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني رأيت قرني الكبش في البيت ، فنسيت أن آمرك أن تخمّرهما فخمّرهما ، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل مصليا» (٢).
ويقال : إن سبب بناء عبد الله بن الزبير رضياللهعنه أنه جاء سيل عظيم فطبقها ، فكان سيدنا عبد الله بن الزبير يطوف سباحة (٣). ولا مانع من وجود الأمرين ، وانصدع الحجر الأسود من تلك النار من ثلاثة أماكن ، وعند محاصرة الجيش لعبد الله بن الزبير رضياللهعنه جاء الخبر بموت اليزيد الخبيث ، فرجع جيش اليزيد إلى الشام.
فلما رأى سيدنا عبد الله بن الزبير رضياللهعنه ما وقع في الكعبة شاور من حضر ، ومن جملتهم سيدنا عبد الله بن عباس رضياللهعنهما في هدمها ، فهابوا هدمها فقالوا : نرى أن تصلح ما وهى منها ولا تهدم. فقال سيدنا عبد الله بن الزبير رضياللهعنه : لو أن بيت أحدكم أحرق لم يرض له إلا بأكمل إصلاح ، ولا يكمل إصلاحها إلا بهدمها. وقد حدثته خالته عائشة رضياللهعنها زوج النبي صلىاللهعليهوسلم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : ألم تري قومك ـ يعني قريشا ـ حين بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم
__________________
(١) السيرة الحلبية (١ / ٢٧٢).
(٢) مسند أحمد (٤ / ٦٨ ح ١٦٦٨٨) ، ومسند الحميدي (١ / ٢٥٧ ح ٥٦٥).
(٣) أخرجه الفاكهي من حديث مجاهد (١ / ٢٥١).